Addini
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
Nau'ikan
وإنما هي خاضعة لخطة مرسومة من قبل، رسمتها يد مدبرة قاصدة لما تفعل، مقدرة لكل ما يجري في مملكتها. (3-3) نظرية ديكارت
لا مناص من الاعتراف بأننا سنجاوز حدود موضوعنا قليلا حين نضم إلى هذه السلسلة من التفاسير النفسية طريقة من طرق الفيلسوف الفرنسي «ديكارت»
Descarts
في إثبات وجود الله، مع أنه لم يقدمها تفسيرا لهذه العقيدة في نشأتها ولا في نظر الجمهور، بل في نظره هو، غير أنه لما صرح بأن أساسها نفسي فطري، لم نر بأسا من نظمها في هذا السلك.
وجد هذا الفيلسوف في تأملاته
Meditations
أن عقيدة وجود الله تعتمد على تجربة نفسية، أقرب من هذه التجارب كلها، وأقل تعقيدا، حتى إن الذي يغمض عينيه، ويسد أذنيه، ويقطع علاقته بالكون وبالناس، ثم ينطوي على نفسه، ويتحسس أفكاره وتصوراته؛ يجد مفتاح هذه العقيدة حاضرا فيها بين طيات نفسه، كلما شعر بالفرق بين الشك واليقين، أو بين الجهل والعلم، وبالجملة: كلما قرأ في لوحة نقصه عنوان «الكمال» الذي ليس له.
ليست فكرة «الكمال» هذه في نظر «ديكارت» فكرة مستنبطة من فكرة أخرى، وإنما هي حقيقة أولية فطرية، بل هي أسبق في العقل من فكرة النقص، فإن من لا يعرف الشيء لا يتفقده، ولا يحس بحرمانه حين يفقده؛ إذ كيف أعرف أنني ناقص لو لم تكن عندي فكرة كائن أكمل مني أجعله مقياسا أعرف به مواضع نقصي؟ فالرغبة في الكمال وحدها دليل على أسبقية وجود هدفها في التصور العقلي، ثم ليست هذه الفكرة معنى سلبيا - كالسكون: عدم الحركة، وكالظلام: عدم النور - بل هي جماع الحقائق الإيجابية، ونظام ضروب الكمالات كلها.
من أين تجيء هذه الفكرة إذا؟
لا جائز أن يكون من هاوية العدم مطلعها، فإن العدم لا يخلق الوجود، كما أن الصفر لا يلد عددا إيجابيا.
Shafi da ba'a sani ba