Dictionary of Renowned Poets of Prophetic Praise
معجم أعلام شعراء المدح النبوي
Mai Buga Littafi
دار ومكتبة الهلال
Lambar Fassara
الأولى
Nau'ikan
وفي رواية: «يا محمد إن ربك يقول: أما يرضيك ألا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا، ولا سلم عليك إلا سلمت عليه عشرا؟» «١» .
وصلاتنا على النبي ﷺ لا تعني الشفاعة له؛ لأن مثلنا لا يشفع لمثله.
وبما أن الله تعالى قد أمرنا بمكافأة من أسدى إلينا معروفا، فإذا تعذر علينا ذلك كافأناه بالدعاء. فلما علم سبحانه عجزنا عن مكافأة النبي ﷺ لما أسداه لنا من خير، أمرنا بالصلاة عليه. ومن المتفق عليه أن كل خير نالته الأمة في الدنيا والآخرة إنما نالته على يد النبي ﷺ.
وفائدة الصلاة على الرسول ﷺ ترجع إلى المصلي عليه؛ لأن ذلك يدل على صدق العقيدة وسلامة النية، وإظهار المحبة، والمداومة على الطاعة «٢» . «وإن أرجى عمل يدخره العبد لمعاده بعد كلمة التوحيد، محبة النبي ﷺ، والإكثار من ذكره؛ فإن الصلاة عليه تفرج الكروب، وتكفر الخطايا، وتزكي الأعمال، وتنفي الفقر وضيق العيش، وهي نور لصاحبها في قلبه وفي قبره وحشره وعلى الصراط، وهي من أفضل ذخائر الأعمال. وإن من ثمراتها قضاء الحوائج كما قال القسطلاني في مسالك الحنفاء: إذا صعب عليك المرام فعليك بكثرة الصلاة والسلام على المظلل بالغمام. ومن ثمراتها حسن الخاتمة كما جاء في الباقيات الصالحات للشيخ محمود الكردي حيث قال: واتفقوا على أن كثرة الصلاة والسلام على النبي ﷺ من علامات حسن الخاتمة. يؤيد هذا قوله ﷺ فيما أخرجه الديلمي في مسند الفردوس: من سره أن يلقى الله راضيا فليكثر الصلاة عليّ. وعن أنس بن مالك (ض) عن النبي ﷺ: «من صلى عليّ في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من
_________
(١) إسماعيل المالكي، فضل الصلاة على النبي ﷺ، تحقيق الألباني (بيروت ١٩٧٧) ص ٢٢. قام رجل فقال: «أجعل نصف دعائي لك؟ قال: إن شئت. قال: أجعل كل دعائي لك؟ قال: إن شئت. قال: أجعل دعائي لك؟ قال: إذا يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة» (السبكي، طبقات الشافعية ١/ ٨٩)؛ عبدو عيسى، توقير المصطفى (بيروت دار ابن زيدون) ص ٣٨- ٣٩.
(٢) النبهاني، الأنوار المحمدية، ص ٤٢٢.
1 / 29