175

Dictionary of Renowned Poets of Prophetic Praise

معجم أعلام شعراء المدح النبوي

Mai Buga Littafi

دار ومكتبة الهلال

Lambar Fassara

الأولى

Nau'ikan

١٧٠ عبد الله بن الزبعرى بن قيس
أحد شعراء قريش المعدودين. كان يهجو المسلمين ويحرّض عليهم كفار قريش. وكان من أشد الناس على الرسول ﷺ بلسانه ونفسه. فقبل هجرته ﷺ إلى يثرب كان يدخل الكعبة ليصلي. فلما دخل ذات يوم ليصلي كعادته قال أبو جهل: «من يقوم إلى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته. فقام ابن الزبعري فأخذ فرثا ودما فلطخ به وجه النبي ﷺ، وانفتل النبي ﵇ من صلاته وقصد إلى عمه أبي طالب، فسأله عمه: من فعل هذا بك؟ قال:
عبد الله بن الزبعرى. فقام أبو طالب ووضع سيفه على عاتقه ومشى معه حتى أتى القوم فلما رأوه قد أقبل جعلوا ينضهون. فقال أبو طالب: والله لئن قام رجل لجللته بسيفي، فقعدوا حتى دنا منهم وأخذ فرثا ودما فلطخ به وجوههم ولحاهم وانصرف وهو يغلظ لهم القول.
وبعد هجرة الرسول ﷺ إلى المدينة كان ابن الزبعرى يهاجي حسان بن ثابت وكعب بن مالك شاعري النبي ﷺ. ولما فتح المسلمون مكة، فرّ ابن الزبعرى إلى نجران فهجاه حسان ببيت واحد، فلما بلغه ذلك قدم على النبي ﷺ، فأسلم واعتذر إلى الرسول ﵇ فقبل عذره. وقد حسن إسلامه فقام بنصرة الدين والذب عنه كما شهد كل الغزوات والفتوحات حتى وفاته في خلافة عمر بن الخطاب (ض) عام ١٥ هـ/ ٦٣٦ م. شعره في المديح والهجاء وبعض الحكمة.
من قوله بعد إسلامه [من الخفيف]:
«يا رسول الله إنّ لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور «١»

النبوية، ص ٢٠٦؛ الريحاني، الموسوعة العربية، ص ٧٤٣؛ ابن العماد، شذرات الذهب ١/ ١٢؛ فروخ، تاريخ الأدب ١/ ٢٦١- ٢٦٢؛ الرافعي، عنوان النجابة، ص ١٠٨؛ الخطيب، كشف القناع، ص ٢٤٦.
(١) ارتق: مصلح. هكذا ورد في الأصول. وفي الصدر خلل عروضي فهو من بحر المديد، وباقي الأبيات على الخفيف.

1 / 204