Dictionary of Arabic Grammar
معجم القواعد العربية
Nau'ikan
اسمُ المَصْدر:
-١ تَعريفُه:
"هو ما سَاوَى الَمْصدَر في الدَّلالةِ عَلى مَعناه، وخالفَه بِخُلُوِّه - لفظًا وتقديرًا دون عِوَض - مِنْ بَعْضِ ما في فِعلِه" فخرج نحو "قِتَال" فإنَّه خَلا من ألف قَاتلَ لفْظًا لا تقديرًا، ولذلك نُطِق بها في بعضِ المَواضِع، نحو "قَاتَل قِيتَالًا" لكنَّها انْقَلَبَتْ يَاءً لانْكِسَارِ ما قَبْلَها، وخَرَج نحو "عِدَة" فإنَّه خَلا من واو "وَعد" لفظًا وتقديرًا ولكن عُوِّض منها التاءَ، فهذان مَصْدَران لا اسْمَا مَصْدر.
أمَّا مِثْلُ "الوُضُوءِ، والكَلامِ" من قولك: تَوَضَّأ وُضُوءًا، وَتَكَلَّمَ كَلامًَا، فإنَّهما اسْما مَصدرٍ، لا مَصدران، لخُلوِّهِما لفظًا وتقديرًا من بعضِ ما في فِعْلَيهما، وحَقُّ المصدَرِ أن يَتَضمّن حُرُوفَ فِعله بمساواة نحو "تَوَضَّأ تَوَضُّأ" أو بزيادة نحو "أعْلَم إعلامًا".
-٢ مَا يَعْمَلُ مِنْ أَنْواع اسمِ المَصْدَرِ:
اسم المَصْدرِ على ثلاثِة أنْواع:
(١) عَلَم نحو "يَسارِ" عَلَمٌ لليُسْر مُقَابل العُسر، و"فجَارِ" علمٌ للفُجُور، و"برَّة" علمٌ للبِرِّ، وهذا لا يَعْمَل اتِّفَاقًا.
(٢) وذي ميمٍ مَزِيدة لِغَير مُفَاعَلَةٍ (لغير مُفَاعَلَةٍ: احترازًا من نحو مُضَاربَة فإنَّها مصدر) .
وهو المصدَرُ الميمي كالمَضرِب والمَحْمَدَة وهُو عند كثير من النحاة مَصْدر.
(٣) وغَيرُ هَذَين من أسْماءِ المَصَادِر اختُلِفَ فيه فَمَنَعهُ البصريون، وأجازه الكوفيون والبَغْداديون، والشواهد كثيرة بإعماله، ومن ذلك قولُ القُطامي:
أكُفْرًا بعد رَدِّ المَوتِ عني ... وبعد عَطَائِكَ المائةَ الرِّتَاعَا
("عطائِك" اسم مصدر وفاعله المضاف إليه والمائة مفعولة و"الرتاع" جمع راتعة وهي الإبل التي ترتع) .
وقولُ الشاعر:
بِعِشْرَتِكَ الكِرامَ تُعَدُّ مَنْهم ... فلا تَرَيَنْ لغيرِهم الوفاءَ
(الشاهد في "بعشرتك الكرام" حيث عمل "العِشرة" فيصب المفعول: وهو الكرام وهو اسمُ مصدر بمعنى المُعَاشَرة) .
وقوله:
قالوا كَلامُكَ هِندًا وهِي مُصْغِيةٌ ... يَشْفِيكَ قُلتُ صَحيحٌ ذَاك لو كَانا
(الشاهدة في " كلامك هِندًا" حيث عمل "كلامك" فنصب المفعول وهو هندًا وهو اسمُ مصدر بمعنى التكلم) .
ومن ذلك قولُ عائشة (رض) "مِن قُبلةِ الرجلِ زَوجتَه الوضوءُ".
فالقُبلة اسمُ مَصدرٍ بمعنى التقبيل وعمل في نصب مفعوله وهو "زَوجَتُه".
ومَهْمَا يكُن من أمْرٍ فإعمالُ اسمِ المصدرِ قليلٌ، وإن كان قياسيًا وقد مرَّ بك التفصيل.
1 / 47