Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Nau'ikan
أن أقتطع من كلامه عليه السلام قطعة، ثم أعقد عليها عقدا يكون محيطا بأسرارها وغرائبها، ويحتوي على جميع معانيها وعجائبها، وهذه هي طريقة جيدة [و] (1)فائدتها هو إيضاح معاني الكلام بالعقود اللائقة، والترتيبات الفائقة، وهي طريقة يسلكها(2) كثير من النظار فيما يريدونه من إبانة معاني الكلام، ولها آفة وهو الإسهاب في الكلام الذي يورث الملل وسآمة الخواطر.
المسلك الثاني:
أن أذكراللفظة المركبة من كلام أمير المؤمنين ثم أكشف معناها، وأوضح مغزاها، من غير التزام عقد لها ولا إشارة إلى ضابط، وهذه طريقة يسلكها(3) الأكثر من النظار، فهذان مسلكان يمكن ذكر أحدهما، وكل واحد منهما لا غبارعليه(4) في تحصيل المقصد وتقرير البغية، لكن أرى أن المسلك الثاني هو أعجب، وإلى جانب الاختصار والتحقيق أقرب؛ لما ذكرناه من(5) حصول التكثير في سلوك الطريقة الأولى، خاصة في مثل هذا الكتاب، فإن شجونه كثيرة ونكته غزيرة، فلا جرم كان التعويل عليها هو الأخلق، ثم أقول قولا حقا: إن (نهج البلاغة) بالغ في فنه لكل مرام، وإنه لأمير على(6) فنون البلاغة وحاكم وإمام؛ لاشتماله على مبادئ الفصاحة ونهاياتها، ومحرز لقصب سبق البلاغة وغاياتها، قد أعجز أهل أوانه، وصار مفحما(7) لغيره في علومه وعلو شأنه، فلو كانت العلوم كواكب لكان قمرها(8) الزاهر، ولو كانت أقمارا لكان بدرها الباهر، ولو كانت بدورا لكان شمسا في فلكها الدائر، ولو كانت أحاديث لكان مثلها السائر.
Shafi 95