Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Nau'ikan
(فما عدا مما بدا!): أي ما أبعدك من قولهم: بعادا عن كذا إذا
بعد عنه، أو ما جاوزك من عدا يعدو إذا جاوز مما ظهر منه من أمر البيعة، وما الأولى استفهامية، والثانية موصولة، ومن لابتداء الغاية، وهذه الكلمة لم تسمع(1) من أحد قبل أمير المؤمنين، فهو أبو عذرتها وابن نجدتها، وقد جرت مجرى الأمثال، ولقد بلغت هذه الكلمة في العتاب وحسن الاستعطاف وقطع المعذرة(2) له مبلغا لا أمد له ولا غاية وراءه.
(32) ومن خطبة له عليه السلام
(أيها الناس، إنا أصبحنا في دهر عنود): أي مائل عن الحق، من قولهم: عند عن الطريق، إذا مال عنها، والمراد بذلك أهله، وإنما أضافه إليه لأن خلائق الناس وطبائعهم تابعة لأزمانهم التي هم فيها.
(وزمن شديد): لما فيه من مكابدة الشدائد، ومعاناة الفتن.
(يعد فيه المحسن مسيئا): المسيء كما يكون مسيئا بفعل الإساءة فقد يكون مسيئا بترك الإحسان، ومراده هاهنا هو أن يكون المحسن بمنزلة من ترك الإحسان لما يظهر من كفران نعمته.
(ويزداد الظالم فيه عتوا): تماديا فيما هو فيه من الظلم لعدم من ينكره عليه، يقال: عتا يعتو عتوا وعتيا.
قال محمد بن السري(3): مصدر عتا يكون بالواو، فنقول فيه: عتوا، وأما عتيا جمع عاتي فقياسه الياء؛ لأن الجمع أثقل من المفرد فلهذا قلبوه إذا كان جمعا، قال الله تعالى: {وعتوا عتوا كبيرا}[الفرقان:21].
Shafi 306