287

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Nau'ikan

Maganar Baka

(28) ومن خطبة له عليه السلام

(أما بعد، فإن الدنيا قد أدبرت): تولت وانقضى آثارها، لأن ما مضى من الدنيا بالإضافة إلى ما بقي كلا شيء، ولهذا قال الرسول عليه السلام: ((بعثت أنا والساعة كهاتين(1))) يعني الوسطى والمسبحة، وأراد بذلك قرب الساعة وانقطاع الدنيا.

(وآذنت بوداع): الأذان: الإعلام، ومنه قوله تعالى: {فأذنوا بحرب من الله}[البقرة:279]، وأذان الصلاة: الإعلام بها، والوداع: الاسم من التوديع بفتح الفاء، وإنما يكون عند الرحيل، والمراد أنها أعلمت بالارتحال.

(وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع): الإشراف والإقبال: عبارة عن الإسراع في الشيء، وقوله: باطلاع هو افتعال، من قولهم: اطلعت علىالشيء والباء فيه للحال أي مطلعة.

(ألا وإن اليوم المضمار): المضمار: عبارة عن الزمان والمكان الذي يضمر فيهما الخيل، واليوم منصوب بكل حال، فإن خرج عن الظرفية كان اسما، لأن وما بعده الخبر، وإن بقي على الظرفية فما بعدها يكون اسما لها منصوبا.

(وغدا السباق): أي المسابقة.

(والسبقة الجنة): السبقة بفتح الفاء هي: الاسم من الاستباق، وقد تكون للمرة الواحدة من الفعل، والسبقة بالضم هي: اسم لما يقع عليه السباق، وهو الخطر بين المتسابقين(2)، وكلاهما صالح ها هنا.

(والغاية النار): غاية الشيء: آخره ومنقطعه.

سؤال؛ لم خص السبقة بالجنة، وجعل الغاية للنار، وكل واحد منهما موصول إليه؟

Shafi 292