Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Nau'ikan
(لوددت): تمنيت، وهذه اللام لتوكيد الجملة وتحقيقها، كقوله تعالى: {ولقد أرسلنا}[الحديد:26]، وقولهم: ولنعم حشو الدرع أنت.
(أني لم أركم): بعيني.
(ولم أعرفكم): بقلبي، عرفتكم.
(معرفة والله): حقيقتها وشأنها وفائدتها أنها.
(جرت ندما): إلي منكم، وكان منقطعا قبل معرفتي لكم.
(وأعقبت سدما): السدم: الحزن والهم، ومراده أنه كان عاقبة أمري بعد معرفتكم هو الندم والحزن.
(وأفسدتم علي رأيي): وغيرتم ما رأيته صوابا ونتجته فكرتي من المصلحة في أمرالجهاد وإقامة عمود الدين.
(بالعصيان): فيما أمرت.
(والخذلان): بالتقاعد عن نصرتي إذا دعوت.
(حتى قالت قريش:): حتى كان عاقبة الأمر في ذلك أن تحدث أهل الرأي والتجربة من قريش، وأهل الحنكة في الحروب على جهة الانتقاص بحالي.
(إن ابن أبي طالب رجل شجاع): جريء عند المنازلة للأقران، ومبارزة الشجعان.
(ولكن لا علم له بالحرب): بمكائدها وأخذ الفرص فيها، وإحكام أمرها بالرأي الصائب، وربما قيل: الحرب خدعة(1).
وقال آخر:
الرأي قبل شجاعة الشجعان .... هو أول وهي المحل الثاني(2) فقد أحرز الشجاعة، ولكنه لا يحسن تدبيرها بزعمهم.
Shafi 290