Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Nau'ikan
(رثا): والرث هو: الشيء البالي، والرثة: ما يسقط من متاع البيت من الأخلاق(1)، استقواه زعما منه أنه على بصيرة.
(ثم قطع به): فعل الأكياس والأفاضل من أهل البصائر من العلماء.
(فهو من لبس الشبهات): من ها هنا لابتداء الغاية، والمعنى فهو من اختلاط الأشياء المشتبهة، وارتباكها عليه.
(في مثل نسج العنكبوت): في ضعف أمره، وهو أن رأيه وحكمه مشبه نسج(2) هذه الناسجة، فإنه لا ضعف مثل ضعفه، فإنه ينقطع بتحريك الهواء فضلا عما وراء ذلك من الأمورالشديدة، فجعل ما ينسجه مثالا في الضعف لما يحصل من فكرة هذا الجاهل، فمن هذه صفته في عدم البصيرة.
(لا يدري أصاب أم أخطأ): لأن التمييز بين الخطأ والصواب إنما يكون لمن يعرف الصواب فيأتيه، ويعرف الخطأ فيجتنبه، فأما من لا يميز بينهما فهذا الذي وصفنا حاله، فإنه لا يمكنه معرفة واحد منهما بحال، فهو في لبس من أمره.
(إن(3) أصاب): إن قدر الإصابة فيما هو فيه .
(خاف أن يكون قد أخطأ): فهو على إشفاق من أن يكون مخطئا.
(وإن أخطأ): قدرالخطأ فيما فعل.
(رجا أن يكون قد أصاب): جوز أن تكون الإصابة حاصلة في فعله.
سؤال؛ لم جعل متعلق الخوف الخطأ، وجعل متعلق الرجاء هو الإصابة، وهو في كل واحد منهما على غير قطع ويقين؟
وجوابه؛ هو أن الخوف إنما يكون في الأمور المكروهة، والخطأ من جملتها، والرجاء إنما يكون في الأمور المحبوبة، والصواب من جملتها، ولهذا يقال: أخاف الأسد، وأرجو الفرج، ولا ينعكس الأمر لما قررناه.
(جاهل): قد صارمن جملة الجهال.
Shafi 244