Dibaj Wadi
الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي
Nau'ikan
وكلامه عليه السلام في هذه الخطبة قد اشتمل على أنواع من
الاستطراد، وهو من علم البديع بمكان محوط رفيع، وهو خروج من كلام إلى كلام آخر، لا مناسبة بين الأول والثاني، فبينا هو يتكلم في الجنة والنار إذ خرج إلى وصف الطريق الجادة، وبينا هو يتكلم في الطريق [إذ] خرج إلى وصف التقوى وإصلاح ذات البين، وبينا هو يتكلم في ذلك إذ خرج إلى الحمد لله والملامة للنفس، وهذا من بديع البلاغة وغريبها، وغرضنا من ذلك هو التنبيه على إحاطته بفنون البلاغة.
(17) ومن كلام له عليه السلام في صفة من يتصدى للحكم بين الأمة وليس أهلا لذلك
(إن أبغض الخلائق إلى الله تعالى رجلان): البغض من جهة الله تعالى إنما يكون حقيقته(1) إنزال المضار بالمبغوض لاغير،كما أن المحبة من جهته إنما هي إرادة إنزال المنافع بالمحبوب، والمحبة له هي إرادة الطاعات لوجهه وإخلاصها له، والبغض له يكون هو ملابسة المعاصي وإتيان المحظورات التي نهى عنها، فإذا قيل: فلان يبغض الله، فالغرض به إتيان معاصيه التي حظرها ونهى عنها.
(رجل وكله الله إلى نفسه): أي أحوجه إليها، وتركه عن الإعانة بالألطاف وسائر الاستصلاحات من جهته، من قولهم : فلان وكلة أي يكل أمره على غيره، ومن كانت هذه حاله.
(فهو جائر): بالجيم أي مائل.
(عن قصد السبيل): القصد: العدل، ومعناه عن الطريقة العدلة.
(مشغوف): الشغاف: علاق القلب، يقال: شغفه الحب، أي بلغ شغافه، ومنه قوله تعالى: {قد شغفها حبا}[يوسف:30] أي دخل حبه تحت شغافها.
Shafi 239