202

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Nau'ikan

Maganar Baka

(وإن أسكت(1)، يقولوا: جزع من الموت): يقول: وإن أكفف يدي عن المبايعة، يقولوا: ما ترك ذلك إلا عجزا(2) عن الأمر، وفرارا من الموت، فما انفك عن هاتين الحالتين.

(هيهات بعد اللتيا والتي!): أراد بقوله: هيهات أي بعد ما قالوه من أن تأخري كان جزعا من الموت، أو أن إقدامي إن أقدمت كان طمعا [في الدنيا](3)، واللتيا والتي هما اسمان من أسماء الداهية.

قال العجاج(4):

بعد اللتيا والتي .... إذا علتها أنفس تردت(5)

ومعناه بعد الشدة العظيمة والطاقة الكبرى أن أخوف بالموت أو أطمع في زخرف الدنيا، وإنما حذفوا صلة اللتيا والتي ليوهموا أنها بلغت مبلغا تقاصرت العبارة عن كنهه(6) في الشدة والعظم، وقوله:

(والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه): إنما هو إنكار لقولهم: جزع من الموت، واستحضار لما أراده بقوله: بعد اللتيا والتي، فإنما(7) جعلهما كناية عن استبعاد مقالتهم في طمعه في الدنيا وجزعه من الموت، فإقسامه بالله على ما ذكر من الأنس بالموت يرد مقالتهم ويكذبها، ولعمري إن من بلغ حاله في الأنس بالموت إلى هذه الحالة فإنه خليق بأن لا يجزع منه ولا يهابه إذا ورد عليه.

Shafi 207