155

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Nau'ikan

Maganar Baka

(واستعصاما من معصيته): عصمه إذا منعه، ومنه عصام القربة؛ لأنه يمنع الماء من الخروج، وهو الحبل الذي يسد به فوها، وهو مجاز ها هنا؛ لأن الحمد يكون سببا في الامتناع من المعصية لما فيه من الطاعة لله تعالى، فلهذا كان سببا ولطفا في ذلك.

(وأستعينه فاقة): الفاقة هي: الفقر والحاجة، وأستعينه أطلب إعانته، وقد جاء معدى بالباء، كقوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة}[البقرة:45]، و{استعينوا بالله}[الأعراف:128]، وبنفسه كقوله ها هنا: وأستعينه، وكلاهما جار(1) فيه، أعني التعدية(2) واللزوم، وأسند فاقتي وحاجتي.

(إلى كفايته): والكفاية مصدر كفاه كفاية، إذا احتمل مؤنته.

(إنه لا يضل): عن طريق الحق ويميل عنها.

(من هداه): بفعل الألطاف الخفية.

(ولا يئل): ولا ينصلح من آل ماله يئله إذا أصلحه، ومن آل إذا نجا أي لا يئل لا يجد ملجأ أصلا.

(من عاداه): والمعاداة من جهة الله تعالى، إنما هي إرادة إنزال المضار، كما قال تعالى: {فإن الله عدو للكافرين}[البقرة:98]، أي يريد إنزال المضار بهم والعقوبات، والموالاة لأحبائه هي إرادة إنزال المنافع لهم، كقوله تعالى: {أنت ولينا}[الأعراف:155].

(ولا يفتقر): ولا يحتاج.

(من كفاه): من احتمل أمره ومؤونته.

(فإنه): الضمير للحمد.

(أرجح ما وزن): من الأعمال الصالحة في ميزان الخيرات.

(وأفضل ما خزن): خزنت المال إذا جعلته في الخزانة، والمعنى أن(3) أفضل ما خبأه الإنسان ليوم حاجته.

اللهم، اجعلنا من الحامدين في السراء والضراء، والشاكرين على الشدة والرخاء.

Shafi 160