151

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Nau'ikan

Maganar Baka

(ومباين بين محارمه): يريد أن ما كان من ذلك محرما فهو متباين في نفسه، تحريمه.

(من كبير أوعد عليه نيرانه): من ها هنا دالة على التبعيض، أي بعض ذلك من جملة الكبائر الموبقة الكفرية أو الفسقية التي استحق الوعيد على فاعلها بإدخاله النار وخلوده فيها.

(أو صغير أرصد له غفرانه): الإرصاد: الإعداد، وأراد بأرصد أعد، وهيأ لها الغفران، وهذا فيه دلالة على أن الكبيرة لا تكفرها إلا التوبة، وأن الصغيرة يكفرها الثواب، كما قاله المتكلمون، ودال أيضا على تحقق الوعيد وعلى إيصال العذاب إلى مستحقيه من كافر أو فاسق خلافا لأهل الإرجاء.

(وبين مقبول في أدناه(1)، [و](2)موسع في أقصاه): أراد أن بعض الطاعات أدناه وأحقره مقبول، وهذا نحو الصدقة وقراءة القرآن فإن أدناهما مقبول بكل حال كالتمرة من الصدقة، والحرف الواحد من القرآن، وأعلاه موسع في تركه فإن أقصاه بلا نهاية فلا ينال، فلهذا وسع الله في تركه، وكلمة بين في هذه التقسيمات ظرف مكان، وهو مجاز، وخبر لمبتدأ تقديره: أحكام القرآن وعلومه بين هذه الأقسام، ثم ختمها بإبانة فرض الحج، بقوله:

(فرض عليكم حج بيته): لأنه من فرائض الدين، وأحد شعائر الإسلام.

(الذي جعله قبلة للأنام): إما قبلة يستقبلونه في صلاتهم، كما قال تعالى: {فول وجهك شطر المسجد الحرام}[البقرة:144]، وإما قبلة يأمونه في إحراز منافعهم، ومثابة يرجعون إليه في قضاء مآربهم.

(يردونه ورود الأنعام): ورد الماء إذا استقاه وأخذه، وإنما قال: ورود الأنعام؛ لأنها أسرع ما يكون سيرها للماء من شدة العطش، كما قال تعالى: {فشاربون شرب الهيم}[الواقعة:55].

Shafi 156