129

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Nau'ikan

Maganar Baka

وأما ثانيا: فلمكان ما وقع منه من المخالفة في الأمر بالسجود لآدم، فإذا كان قد اعتراه الحسد والأنفة في سجدة لايناله بها نفع عاجل إلا الكرامة، فأنف عنها، واستكبر عن تأديتها، فكيف حاله إذا فاز بالنعيم المقيم، والفوز الذي لا فوز وراءه، فعلى هذا يكون مكره أكثر، وعداوته له أعظم وأكبر فلهذا أعمل رأيه وضرب سهامه.

(فاغتره إبليس(1) نفاسة عليه): فأتاه علىغرة، وأنفذ فيه(2) مكره من حيث لا يشعر، كما قال تعالى: {فدلاهما بغرور}[الأعراف:22]، ونفست فلانا على كذا إذا حسدته إياه، ولم تره أهلا له، وانتصاب نفاسة على المفعول له، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، أي حاسدا له من فاعل اغتره، وهو إبليس حيث رآه ساكنا مستقرا:

(بدار المقام): موضع الإقامة حيث لايظعن الساكن، ولا يرحل المقيم وحيث وجده مطمئنا.

(ومرافقة الأبرار): من الأنبياء والصالحين والشهداء.

(فباع): يعني آدم أي فكان ما تقدم من الاغترار سببا للبيع.

(اليقين): إما علمه بعداوة الشيطان وخدعه، وإما يقينه بما هو فيه من لذاذة(3) العيش ورغده.

(بشكه): وهو: ظنه أن إبليس ناصح له في قوله: {إني لك من الناصحين}[القصص:20].

(والعزيمة): وهي الأخذ بالحزم في مخالفة أمر اللعين، ومجانبة خفي مكيدته.

(بوهنه): بما تحققه من بعد من ضعف رأيه في الانقياد لما قاله إبليس.

سؤال؛ لم عدل عن اللام إلى الإضافة في قوله: (فباع اليقين بشكه، والعزيمة بوهنه) وهلا ساوى بينهما باللام بأن يقول: فباع اليقين بالشك، والعزيمة بالوهن؟

Shafi 134