105

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Nau'ikan

Maganar Baka

(وكمال معرفته التصديق به): أراد بعد حصول المعرفة فكمالها وإتمامها إنما يكون بالتصديق وهو الإقرارلأنه تلو المعرفة؛ لأن فائدة المعرفة صيانة النفس عن وعيد الآخرة وعقابها، وفائدة الإقرار إنما هو إحراز الرقبة عن السيف والمال عن السحت(1)، كما قال عليه السلام: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها)) (2).

فلهذا كان الإقرار كمالا للمعرفة.

(وكمال التصديق به توحيده): يعني أن الإقرارإذا وجب التصريح به لما ذكرناه، فكماله وتمامه إنما يكون بذكرالتوحيد، فلا يكفي أن نقر بوجود الله تعالى(3)، حتى نقول(4): إنه موجود، وإنه لا إله إلا هو، وإلا كان التصديق لا فائدة فيه.

(وكمال توحيده الإخلاص له): بعد وجود التوحيد وثبوته وكماله إنما يكون بتوجيه الأعمال كلها إليه، وإخلاصها لوجهه؛ لأن العبد إذا كان يعلم أنه لا إله في الوجود إلا الله، ولايستحق الإلهية سواه فهو المستحق للعبادة حقيقة، فلهذا وجب صرفها إليه وحده، وعرف بما ذكرناه أن الإخلاص من كمال التوحيد من الوجه الذي قررناه.

Shafi 110