وكانت مجموعات الإخوان تقعد في حلقات على الحشيش الأخضر في حرم الجامعة قبل أن تحاط بسياج حديدي كما هو الحال الآن، يتدارسون، وكان يمر عليهم حسن دوح خطيب الجامعة المفوه، ويلقي التحية، وبالمثل كان عبد المنعم أبو الفتوح الذي أصبح مرشحا رئاسيا منذ سنين. وفي يوم داخل الحرم الجامعي انقلبت سيارة مشتعلة نارا، ولا أدري إذا كانت سيارة الأمن الذي كان لا يسمح له بدخول حرم الجامعة أو سيارة الإخوان بها نواب صفوي زعيم حركة فدائيان إسلام الإيرانية، وهو تنظيم ثوري سابق بإيران على الثورة الإيرانية في فبراير 1979م، فأدركت منذ البداية العلاقة بين الإخوان والعنف كما رأيت، وليس كما سمعت، فتراجعت قليلا لأن حرق عربة داخل حرم الجامعة لا يدخل ضمن النشاط الفكري للحرم. وقبض على كل زملائي الإخوان بالجامعة؛ منهم فلسطيني في قسم الدراسات اليونانية واللاتينية، وقضي على مستقبله بعد أن أخذ مؤبدا لاشتراكه في المظاهرة، ولم أره حتى الآن، ولا أدري إن كان حيا أو ميتا. وتساءلت: لماذا لم يقبض علي أنا أيضا؟ صحيح أنني لم أكن نشطا إلى هذا الحد، واخترت الإخوان اختيارا فكريا أكثر منه سياسيا. كان هناك ضابطان بالكلية: الأول مبتسم أبيض البشرة، طويل ونحيف نسبيا يصادق الطلاب ليأخذ منهم المعلومات عن زملائهم بدافع الصداقة والحماية. والثاني أسمر عبوس الوجه، مكفهر، مملوء وقصير يخبرنا الأول عنه أنه خطر على أمن الطلاب، ومن الأفضل أن يكونوا ضده، وهو يساعدهم في القبض عليهم. وأخبرني الأول أنهم بحثوا عني، واقتفوا أثري، وتتبعوا حركاتي وسكناتي، فوجدوني إخوانيا مسالما، ولست خطرا، وأن جمع التبرعات لأسر الشهداء والمعتقلين ليس عملا مضادا لأمن الدولة بل إنه يخفف عنهم هذا العبء. هذه رواية. وافتراض آخر أنهم لم يقبضوا علي لأن أخي من الضباط الاحتياط؛ ومن أجل بسالته «وعشان خطره» تركت حرا بشرط ألا أعود إلى المظاهرات من جديد. وبالفعل لم تكن هناك مظاهرات حتى عام 1956م سنة التخرج والمغادرة إلى فرنسا بحرا. وظللت صامتا، كاتما الخوف في قلبي وفي سلوكي، ومقسما العالم إلى أبيض وأسود، حق وباطل، صواب وخطأ، كما فعل سيد قطب في مرحلته الأخيرة بعد أن كان شاعرا، قصاصا ناقدا أدبيا ثم إسلاميا اشتراكيا ثم إسلاميا إخوانيا.
لقد كان الجو متوترا بين الإخوان والثورة على مدى سنتين منذ اندلاع الثورة. وحدث الانفجار في عام 1954م بمناسبة رفض الإخوان المعاهدة التي عقدها عبد الناصر مع بريطانيا بالانسحاب من قناة السويس ولكن لها الحق في العودة في حالة «الضرورة القصوى». وكان خوف القوى الوطنية من عبارة «الضرورة القصوى» التي يمكن أن يكون لها عشرات التفسيرات؛ فهو جلاء مشروط. كنت أوزع نقد المعاهدة في الجامعة، وفي مظاهرات كبرى خرجت من الجامعة إلى كوبري الجامعة وهي تهتف بسقوط اتفاقية الجلاء. ويهتف الطلبة السودانيون يسقط «صلاح الرجاص» ويقصدون صلاح سالم من أعضاء مجلس قيادة الثورة، والذي هو اسمه على طريق جديد يربط بين شمال القاهرة وجنوبها، والذي يعزى إليه فصل السودان عن مصر، وجنوب الوادي عن شماله كما فصل أخيرا جنوب السودان عن شماله. وسمي «رجاص»؛ لأنه لبس سودانيا، وركب حصانا يرقص على إيقاع الدفوف. وكان عبد الناصر وزيرا للداخلية في ذلك الوقت وعينه على السلطة فأمر بإطلاق النار على الطلبة المتظاهرين على كوبري الجامعة فتفرقوا وأعادوا التجمع في ميدان عابدين، وكان ذلك عام 1954م، وكنت في السنة الثانية. وشاركت في مظاهرات 1954م بعد أن كان عبد الناصر قد وقع مع بريطانيا اتفاقية الجلاء التي تخرج بريطانيا طبقا لها من قاعدة التل الكبير ومن منطقة القناة، وتجلي معسكرها الأحمر على ضفاف النيل مكان الجامعة العربية الحالي. ومع ذلك تسمح بالعودة إلى مصر في حالة «الضرورة القصوى»، خطوة إلى الأمام، وخطوة إلى الخلف.
كنت فرحا بالجامعة ليس فقط بما يلقى في المحاضرات التي كان يغلب عليها الطابع المدرسي، ولكن أيضا بالنقاشات خارجها، على الحشائش في الحرم الجامعي، هايد بارك أخرى. وإذا كان فكري بارزا في المحاضرات فإنه يستحسن في مناقشات الحرم الجامعي. وظللت أفكر كيف تكون حديقة الأورمان ساحة يتناقش فيها الطلاب إن عز على الجامعة ذلك، كيف تكون «هايد بارك» القاهرة وكلها أراضي فاطمة إسماعيل بما فيها الجامعة وحديقة الحيوان؟
ومنذ ذلك الوقت فرض نظام الفصلين الدراسيين في العام ، ليس لأسباب علمية بل حتى ينشغل الطلبة في المذاكرة ولا يكون لديهم وقت للمظاهرات. ومع ذلك، ظلت عقلية الفصل الدراسي الواحد موجودة، نبدأ في أكتوبر، وتنتظم الدراسة في نوفمبر حتى مايو في السنة الثالثة باستثناء إجازة نصف السنة. في حين أن نظام الفصلين يقتضي أن تبدأ الدراسة في أوائل سبتمبر، وتتوقف عند عيد الميلاد ورأس السنة، ثم يبدأ الفصل الدراسي الثاني في يناير، وينتهي في يونيو، أربعة أشهر كل فصل دراسي على الأقل؛ أي ستة عشر أسبوعا، فأضر نظام الفصلين بالعلم، ولم يمنع المظاهرات؛ فالوطن أحيانا تكون له الأولوية على العلم، بدليل شهداء كوبري عباس، وكما يحدث الآن بتطبيق نظام الساعات المعتمدة أو اختيار الطالب بين الدروس الإجبارية والاختيارية؛ فيصبح هم الطالب تجميع درجات
A . ويكاد الاختياري لا يحضر فيه الطالب لأنه اختياري ولا الأستاذ؛ فكيف يقود سيارته من مدينة 6 أكتوبر حتى الجامعة لطالب أو طالبين وقد تعود على القاعة المملوءة ولو نسبيا لتوزيع كتابه. وفي الإجباري لا يتورع الأستاذ عن توزيع الكتاب المقرر. ويبقى الحال هكذا لمدة سنتين عليها 60٪ من درجة الماجستير أو الدكتوراه، ثم يكتب رسالة صغيرة عليها 40٪ معظمها معلومات منقولة من الإنترنت.
خرجت من السنة الأولى خاوي الوفاض، لم أتعلم شيئا. وفي السنة الثانية نظرا لغياب زكي نجيب محمود في أمريكا درس نيابة عنه مصطفى سويف المنطق. ولما كان أستاذا لعلم النفس وليس المنطق إلا أنه اختار موضوعا هزني لغويا وهو «المفاهيم العلمية وضرورة الدقة في استخدامها» مثل الفرق بين التقدم والتطور، وكان يرتجل. كان جادا عبوسا لدرجة أن أحدا لا يستطيع أن يمزح معه، وكان يمشي في الطرقات مستكبرا مع أنه لم يكن قد أخذ الدكتوراه بعد. وقد توفي منذ عامين، وحضر العزاء كثير من طلابه ومريديه. وهو الذي بنى أكاديمية الفنون، وقام باختبارات نفسية للقبول، وهو مؤسس علم النفس الاجتماعي. أما درس الفلسفة الإسلامية فكان يلقيه علينا - وهو جالس - أحمد فؤاد الأهواني، وهو درس تقليدي في الفلسفة الإسلامية، يركز على الفلسفة بالمعنى الدقيق، الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد. كان ضاحكا مبتسما اجتماعيا «ابن نكتة»، ولكنه لم يثر في ذهني أي مشكلات، ولا ربط بين الماضي والحاضر. كان قريبا لعيسى البابي الحلبي صاحب المكتبة الشهيرة بالأزهر، يمده بالنصوص التقليدية، وقريبا من الأب جورج قنواتي، وهو من نفس الروح، وهي روح يوسف كرم التي كتب بها «تاريخ الفلسفة اليونانية»، و«تاريخ الفلسفة في العصر الوسيط»، و«تاريخ الفلسفة الحديثة»، روح جيلسون؛ فالفلسفة عمل الفلاسفة، ولكل فيلسوف منهج، مع أن جيلسون قد تجاوز هذا المنهج بكتاب «روح الفلسفة في العصر الوسيط»، ولم تكن هناك فلسفة مسيحية أو يهودية، ولم تؤثر في أحد من أساتذة الفلسفة تأثيرا كبيرا، وهي نظرة استشراقية للفلسفة الإسلامية. كانت روحه أقرب إلى وزارة التربية والتعليم؛ فقد كانت رسالته للدكتوراه «التعليم عند القابسي» بين التعليم والتراث الإسلامي.
وكنت طالب قسم امتياز، وهو القسم الذي يدخله الطلبة الحاصلون على جيد جدا أو أكثر في السنة الثانية، ويأخذون فيه مادة زائدة، ويكتبون بحثا، وكان لا يتجاوز عددهم طالبين، وأحيانا لا أحد. فإذا حافظ عليه الطالب بعد الحصول عليه في السنوات الثالثة والرابعة يعد الماجستير مباشرة دون سنة تمهيدية، ويكون مرشحا كي يكون معيدا بالقسم، وهو شيء مهيب كالضابط في الجيش أو الشرطة ، وهو مثل أمين الشرطة اليوم.
وفي السنة الثالثة بدأت اليقظة الفلسفية مع عثمان أمين الذي كان يعشق الفلسفة ويعيشها، وكان يبتسم ويريد أن يوصل الفلسفة للطلاب بسهولة ويسر. كان حبيبه ديكارت، وترجم له «التأملات في الفلسفة الأولى»، وكان «مقال في المنهج» قد ترجم من قبل، وكذلك «مبادئ الفلسفة»، وكان يطيل في شرح النصوص، ويطبقها على الواقع العربي، وهو ما كان يسميه «بين قوسين»؛ أي خارج الموضوع، بينما هو في صلب الموضوع. وفي الفصل الدراسي الثاني كان يدرس كانط، ويطيل النظر، ويشرح ويضرب الأمثلة في معنى «الترنسندنتال» في مقابل «الترنسدنت». وهو ما سماه فيما بعد في فلسفته الخاصة «الجوانية» في مقابل «البرانية»، العقلي في مقابل الحسي، القلب في مقابل العقل، الباطن في مقابل الظاهر. كان يركز على «نقد العقل الخالص» لكانط وبدرجة أقل على «نقد العقل العملي» باعتبار أنه موضوع علم الأخلاق، ولا يذكر تقريبا. و«نقد ملكة الحكم» عن الحكم الغائي والحكم الجمالي باعتبار أن ذلك موضوع علم الجمال في السنة الرابعة. وبعض الدارسين يرجعني إلى الظاهريات أصلا ومرجعا خارجيا، مع أنه من الأسهل إرجاعي إلى الجوانية كإطار مرجعي داخلي. كانت كلماته تدخل في قلبي مباشرة، فتوقظه، وتزيد من حرارته، وهو أحد معاني «ذكريات» إهداء الكتاب. وما زالت ذكرياتي معه هي الذكريات، ليس فقط في المدرج الجامعي بل في ساحات الحسين حتى الفجر، ونحن نطلب منه أن يتصل بزوجته الفرنسية كي تطمئن عليه، وهو يقول: لو اتصلت بها لقلقت؛ فالأفضل ألا أتصل حتى تطمئن. ولا غرابة في أنها تركته وأخذت أولاده، وعادت إلى فرنسا، موطنها الأصلي، واعتنت به شقيقته، ولكن شتان بين الزوجة الأقرب إلى القلب والشقيقة الأقرب إلى العقل. وعندما كنت أزوره في الفيلا التي يقطن فيها في ميدان أعضاء هيئة التدريس بالدقي كنا نتسامر حتى الصباح. زوجته تعرف عادته فتنام وابنه، أما الشقيقة فكانت تذكره دائما بأن الوقت قد تأخر فيقول لي: «سيبك منها.» وعلمت بعد ذلك أنها كانت تريد السيطرة عليه عندما زرته عام 1960م أثناء زيارتي للقاهرة آتيا من باريس وأهديته «نقد العقل الجدلي» لجان بول سارتر الذي صدر حديثا. وبقيت ترجماته لتأملات ديكارت آية في الإبداع والجمال اللغوي. كان يعرف قدره، يجمع بين الفلسفة والحياة، بين علمه وذكرياته. كان يعظم محمد عبده أكثر من اللازم، وهو موضوع رسالته للدكتوراه في باريس، وأنا أنقده لأنه يعتبر أن العقل في حاجة إلى وصي وهو النبي كما يصرح بذلك في «رسالة التوحيد»، وكنت قد كتبت على السبورة مرة: «أحب محمد عبده ولكن حبي للحق أعظم.» وهي العبارة الشهيرة التي قالها أرسطو عن أستاذه أفلاطون. وكنت وما زلت أقرب إلى الأفغاني الثوري أستاذه والذي كان يمسك بتلابيبه ويقول له: «والله إنك لمثبط.» ومع ذلك كان بالنسبة لمشايخ الأزهر من يغرد خارج السرب.
وأخيرا أتى زكريا إبراهيم، وكان قد عاد من فرنسا عام 1955م مشبعا بروح الظاهريات والفلسفة الوجودية. ولما سألناه من الذي أثر فيه وهو في فرنسا كتب على السبورة السوداء: هيدجر، ياسبرز، مارسل. وكنت أسمع عن هوسرل والقصد المتبادل، وعندما يخرج أنظر من النافذة وأشعر بهذا الإيحاء المتبادل بيني وبين الطلبة في الفناء. سمعت عن التجربة المشتركة لأول مرة منه. وكان لا يقرأ من ورق أو يقرر كتابا مع أن له - فيما بعد - عدة مؤلفات عن مشكلات فلسفية مثل مشكلة الفلسفة، مشكلة الحب، بأسلوب سهل شعبي لدارسي ومحبي الفلسفة على السواء. أحبه الطلبة، وكان منزله في مصر الجديدة مفتوحا لهم جميعا. ولم ينس الفلسفة الإسلامية؛ فكتب عن البيروني وآخرين. وكان هو الفيلسوف بعد عثمان أمين، تمت إعارته إلى جامعة الخرطوم، فرع جامعة القاهرة وإلى الأردن حيث كتبت عنه عدة رسائل، وإلى المغرب مثل نجيب بلدي وحبيب الشاروني. لم يعش طويلا، ولو عاش لكان أثره في مصر والوطن العربي أكبر، وأشد وأعمق كما حدث معي.
وبقدر ما كنت فرحا في السنة الرابعة بدراسة الفلسفة المعاصرة مع زكريا إبراهيم حدثت عدة أحداث قاسية. أعطانا يوسف مراد درسا في «علم النفس الصناعي»، وكيفية استعمال علم النفس في إدارة المصانع، فاعترضت على المقرر، وأنه استخدام العلم لخدمة المجتمع الرأسمالي، وقياس قدرات العمال لاختيار أحسن عامل لأحسن آلة. وأتانا سؤال آخر العام في الموضوع، وأجبت بنفس الطريقة فعرف ورقتي وأعطاني 12 / 20. وكان لا يوجد أستاذ لعلم الجمال، وكلف الأهواني بتدريسه، وكان السؤال: كيف تختار رابطة العنق؟ وكنت ثائرا على هذا النوع من علم الجمال؛ فقد كنت أنتظر علم الجمال عند هيجل وكانط، فعرف ورقتي وأعطاني 12 / 20. وكان عثمان أمين يدرس محمد عبده في الفلسفة المعاصرة، وكنت ناقدا لحركة الإصلاح بأنها لم تطور نفسها، وأن محمد عبده ليس عقلانيا كما يقال لأن العقل يحتاج إلى وحي ومعه النبي. ولما كان محمد عبده إلها، وبالنسبة لي يمكن تحويل الإصلاح إلى ثورة، فعرف ورقتي وأعطاني أيضا 12 / 20. وبدلا من أخذ 18 / 20 في ثلاث مواد خسرت 18 درجة في السنة الرابعة. وبدلا من أن أنجح بامتياز في السنة الرابعة وأكون طالب امتياز نجحت بدرجة جيد. وكان لدي ست عشرة درجة وفرا في المواد الأخرى أضيفت إلى الناقص فبقيت درجتان تبيح لجان التعويض منحها. وكان الأول في السنة الرابعة هو أخي وصديقي رشدي راشد الذي أصبح عالما كبيرا في تاريخ الرياضيات، ونال العديد من الجوائز العربية، وهو الآن باحث بمركز البحوث العلمية في فرنسا قبل أن يحال إلى المعاش، أتمنى له الصحة وطول العمر والبقاء. وقبل أن تعلن النتيجة النهائية قابلني رئيس القسم يوسف مراد وهو قبطي مصري على السلم الرئيسي وأنا صاعد وهو نازل: أين ستذهب يا حسن بعد التخرج؟ قلت: سأطلب تعييني معيدا بالقسم، ثم أعاد السؤال: في أي موضوع؟ قلت: أحول الإسلام إلى منهج عام للفرد والجماعة. فسأل لماذا؟ قلت لأصلح به حال الأمة، وأنهض من شأنها، وهو مشروع الأفغاني ولكن على المستوى الفكري أولا. فرد قائلا: «كده، طيب.» لا أتهم أحدا بالطائفية ولكني سمعت - فيما بعد - أنه أقيل من الجامعة محالا إلى المعاش بتهمة تغيير نتيجة أحد الطلاب المسيحيين؛ فأعطاه درجات أعلى من طالب مسلم كي ينجح بتفوق، وهذه تهمة أخلاقية أشنع ما يتهم بها الأستاذ الجامعي.
Shafi da ba'a sani ba