136

Dhikr Niswa Mutacabbidat

طبقات الصوفية

Bincike

مصطفى عبد القادر عطا

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٩هـ ١٩٩٨م

Inda aka buga

بيروت

) (آل عمرَان: ٨٥) فاعتمادي على فَضله وَكَرمه أولى بِي إِن كنت حرا عَاقِلا من اعتمادي على أفعالي المدخولة وصفاتي المعلولة لِأَن مُقَابلَة فَضله وَكَرمه بأفعالنا من قلَّة الْمعرفَة بالكريم المتفضل قَالَ وَقَالَ يُوسُف لَوْلَا أَنِّي مستعبد بترك الذُّنُوب لأحببت أَن أَلْقَاهُ بذنوب الْعباد أجمع فَإِن هُوَ عذبني كَانَ أعذر لَهُ فِي عَذَابي مَعَ أَنه لَو عذب الْخلق جَمِيعًا كَانَ عدلا مِنْهُ وَإِن عَفا عني كَانَ أظهر لكرمه عِنْدهم فِي عفوي مَعَ أَنه لَو لم يعف عَن أحد من خلقه لَكَانَ ذَلِك مِنْهُ فضلا وكرما وَكَانَت لَهُ الْحجَّة الْبَالِغَة وَذَلِكَ أَن الْملك ملكه وَالسُّلْطَان سُلْطَانه والخلق مترددون بَين عدله وفضله بل الْكل كرم وإفضال فقد أحسن مَعَ الْكل حَيْثُ قَالَ ﴿أدخلُوا آل فِرْعَوْن أَشد الْعَذَاب﴾ (غَافِر ٤٦) فَمن عَفا عَنهُ فبفضله وَمن عذبه فبعدله وَهُوَ إِلَى الْفضل أقرب ﴿لَا يسْأَل عَمَّا يفعل وهم يسْأَلُون﴾ (الْأَنْبِيَاء: ٢٣) قَالَ وَقَالَ يُوسُف نظرت فِي آفَات الْخلق فَعرفت من أَيْن أَتَوا وَرَأَيْت آفَة الصُّوفِيَّة فِي صُحْبَة الْأَحْدَاث ومعاشرة الأضداد وأرفاق النسوان قَالَ وَقَالَ يُوسُف عَاهَدت رَبِّي أَكثر من مائَة مرّة أَلا أصحب حَدثا ففسخها عَليّ حسن الخدود وقوام القدود وغنج الْعُيُون وَمَا سالني الله تَعَالَى مَعَهم عَن مَعْصِيّة وَأنْشد لصريع الغواني (إِن ورد الخدود والحدق النجل ... وَمَا فِي الثغور من أقحوان) (واعوجاج الأصداغ فِي ظَاهر الخد ... وَمَا فِي الصَّدْر من رمان) (تَرَكتنِي بَين الغواني صَرِيعًا ... فَلهَذَا أدعى صريع الغواني)

1 / 155