Zail Thamarat Awraq
ثمرات الأوراق (مطبوع بهامش المستطرف في كل فن مستظرف للشهاب الأبشيهي)
Mai Buga Littafi
مكتبة الجمهورية العربية، مصر
Nau'ikan
غضبا وهم في الحال بقتله ثم عاوده حاكم عقله فتأنى في فعله واستحضر خادما يعتمد عليه وقال إذا أرسلت إليك إنسانا ومعه طبق من ذهب وقلت لك على لسانه املأ هذا الطبق مسكا فأقتل ذلك الإنسان وأجعل رأسه في الطبق وأحضره مغطى ثم عن الأمير أبا الجيش جلس لشربه وأحضر عنده ندماءه الخواص وأدناهم لمجلس قربه وأحمد اليتيم واقف بين يديه آمن من سربه لم يخطر بخاطره شيء فلما مثل بين يدي الأمير وأخذ منه الشراب شرع في التذكير فقال يا أحمد خذ هذا الطبق وأمض به إلى فلان الخادم وقل له يقول لك أمير المؤمنين املأ هذا الطبق مسكا فأخذه أحمد اليتيم ومضى فاجتاز في طريقه بالمغنين وبقية الندماء والخواص فقاموا إليه وسألوه الجلوس معهم فقال أنا ماض في حاجة الأمير أمرني بإحضارها في هذا الطبق فقالوا له أرسل من ينوب عنك في إحضارها وخذها أنت وأدخل بها على الأمير فأدار عينيه فرأى الفتى الفراش الذي كان معه الجارية فأعطاه الطبق وقال له امض إلى فلان الخادم وقل له يقول لك الأمير املأ هذا الطبق مسكا فمضى ذلك الفراش إلى الخادم فذكر له ذلك فقتله وقطع رأسه وغطاه وجعله في الطبق وأقبل به فناوله لأحمد اليتيم فأخذه وليس عنده علم من باطن الأمر فلما دخل به على الأمير كشفه وتأمله وقال ما هذا فقص عليه خبره وقعوده مع المغنين وبقية الندماء وسؤالهم له الجلوس معهم وما كان من أنفاذ الطبق وإرساله مع الفراش وأنه لا علم عنده غير ما ذكر قال أتعرف لهذا الفراش خبرا يستوجب به ما جرى عليه فقال أيها الأمير إن الذي تم عليه بما ارتكبه من الخيانة وقد كنت رأيت الأعراض عن إعلام الأمير بذلك وأخذ أحمد يحدثه بما شاهده وما جرى له من حديث الجارية من أوله إلى آخره لما أنفذه لاحضار السبحة الجوهر فدعا الأمير أبو الجيش بتلك الجارية واستقررها فأقرت بصحة ما ذكره أحمد فأعطاه إياها وأمره بقتلها ففعل وأزدادت مكانة أحمد عنده وعلت منزلته لديه وضاعف إحسانه إليه وجعل أزمة جميع ما يتعلق به بيديه.
قلت ويقرب من ذلك ما حكي أن ملكا من ملوك الفرس يقال له أزدشير وكان ذا مملكة متسعة وجند كثير وكان ذا بأس شديد وقد وصف له بنت ملك بحر الأردن بالجمال البارع وأن هذه البنت بكر ذات خدر فسير أزدشير من يخطبها من أبيها فامتنع من إجابته ولم يرض بذلك فعظم ذلك على أزدشير وأقسم بالأيمان المغلظة ليغزون الملك أبا البنت وليقتلنه هو وابنته شر قتلة وليمثلن بهما أخبث مثلة فسار إليه أزدشير في جيشه فقاتله أزدشير وقتل سائر خواصه ثم سأل عن ابنته المخطوبة فبرزت إليه جارية من القصر من أجمل النساء وأكمل البنات حسنا وجمالا وقدا واعتدالا فبهت أزدشير
Shafi 257