135

Dayl Tagarib al-umam

ذيل تجارب الأمم

Bincike

أبو القاسم إمامي

Mai Buga Littafi

سروش، طهران

Lambar Fassara

الثانية، 2000 م

Nau'ikan

Tarihi

فلما راجع رويته علم أنه أقدم على خطة شنعاء تبقى عليه سمة الغدر وتجلب إليه وصمة فى الذكر وأجرى إلى فعله نكرا ينفر كل قلب عن معاهدته ويحمل كل قريب على مباعدته. فاستدرك الأمر بتعجيل الإفراج عنه والاعتذار إليه وتجديد المواثيق معه، فعادا إلى ما كانا عليه من الألفة والاتفاق ودفعا أسباب الفرقة والشقاق.

وانصرف ورديس فنزل بإزاء قسطنطينية منازلا لباسيل وقسطنطين ملك [1] الروم، وقد اجتمعت الكلمة عليه وانضوى العساكر وأهل البلاد إليه، وبقي الملكان فى قل من الناس متحصنين بالمدينة وبحصينها.

ذكر تدبير لملكى الروم عاد به أمرهما إلى الاستقامة بعد الاضطراب

لما انتهت الحال منهما إلى الضعف راسلا ملك الروسية واستنجداه. فاقترح عليهما الوصلة بأختهما، فأجاباه إلى ذلك وامتنعت المرأة من تسليم نفسها إلى من يخالفها فى دينها. وتردد من الخطاب فى ذلك ما انتهى إلى [دخول] ملك الروسية فى النصرانية وتممت الوصلة معه وهديت المرأة [171] إليه فأنجدهما من أصحابه بعدد عديد وهم أولو قوة وأولو بأس شديد.

فلما حصلت النجدة بقسطنطينية عبروا البحر فى السفن للقاء ورديس وهو يستقلهم فى النظر ويهزأ بهم: كيف أقدموا على ركوب الغرر. فما هو إلا أن وصلوا إلى الساحل وحصلوا مع القوم على أرض واحدة حتى نشبت الحرب بينهم واستظهر فيها الروسية وقتلوا ورديس وتفرقت جموع عساكره.

وثاب أمر الملكين إلى الاستقامة والاعتدال واشتد ملكهما بعد التضعضع والانحلال وراسلا وردا واستمالاه وأقراه على ولايته. فأقام على جملته

Shafi 141