بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما

قال شيخنا الإمام الحافظ مفتي المسلمين أوحد المجتهدين أبو الفضل عبد الرحمن جلال الدين ابن العلامة قاضي المسلمين كمال الدين أبي بكر ابن محمد السيوطي ثم القاهري الشافعي رحمة الله عليه الله أحمد على آلائه وأشكره على نعمائه وأصلي وأسلم على خاتم أنبيائه محمد وأصحابه وأحبائه وبعد فإني لخصت طبقات الحفاظ تصنيف الإمام الحافظ الكبير أبي عبد الله محمد الذهبي رحمه الله تعالى وذيلت عليه من بعده وابتدأت بترجمته فقلت ما نصه

الطبقة الثانية والعشرون عدتها 15

الذهبي

Shafi 347

Shafi 348

الإمام الحافظ محدث العصر وخاتمة الحفاظ ومؤرخ الأسلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن عثمان بن قايماز التركماني ثم الدمشقي المقرئ ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة وطلب الحديث وله ثماني عشرة سنة فسمع الكثير ورحل وعني بهذا الشأن وتعب فيه وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه وتلا بالسبع وأذعن له الناس حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل بن حجر أنه قال شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ ولي تدريس الحديث بتربة أم الصالح وغيرها وله من التصانيف تاريخ الإسلام التاريخ الأوسط والصغير وسير النبلاء وطبقات الحفاظ التي لخصناها في هذا الكتاب وذيلنا عليها وطبقات القراء ومختصر تهذيب الكمال والكاشف مختصر ذلك والمجرد في أسماء رجال الكتب الستة والتجريد في أسماء الصحابة والميزان في الضعفاء والمغني في الضعفاء وهو مختصر نفيس وقد ذيلت عليه بذيل ومشتبه النسبة ومختصر الأطراف لشيخه المزي وتلخيص المستدرك مع تعقب عليه ومختصر سنن البيهقي ومختصر المحلى وغير ذلك وله معجم كبير وصغير ومختص بالمحدثين والذي أقوله أن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة المزي والذهبي والعراقي وابن حجر توفي الذهبي ليلة الإثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق وأضر قبل موته بيسير ورثاه التاج بن السبكي بقصيدة أولها

( من للحديث وللسارين في الطلب % من بعد موت الإمام الحافظ الذهبي )

( من للرواية والأخبار ينشرها % بين البرية من عجم ومن عرب )

( من للدراية والآثار يحفظها % بالنقد من وضع أهل الغي والكذب )

( من للصناعة يدري حل معضلها % حتى يريك جلاء الشك والريب )

ومنها

( هو الإمام الذي روت روايته % وطبق الأرض من طلابه النجب )

( ثبت صدوق خبير حافظ يقظ % في النقل أصدق أنباء من الكتب )

( الله أكبر ما أقرأ وأحفظه % من زاهد ورع في الله مرتقب )

القطب الحلبي

Shafi 349

الإمام العالم المقرىء الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية وشيخها قطب الدين أبو علي عبد الكريم بن عبد النور بن منير بن عبد الكريم ابن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور الحلبي ثم المصري أحد من جرد العناية بالرواية ولد في رجب سنة اربع وستين وستمائة وسمع من العز الحراني وغازي الحلاوي والفخر وآخرين وخرج لنفسه التساعيات والبلدانيات والمتباينات وبلغ شيوخه الألف وتلا بالسبع على أبي الطاهر المليجي وغيره وكان خيرا متواضعا حسن السمت غزير المعرفة متقنا اختصر الإلمام فحرره وشرح سيرة عبد الغني وشرع في شرح البخاري مطولا بيض منه النصف وجمع لمصر تاريخا حافلا لو تم بلغ عشرين مجلدا وأعاد ودرس في الحديث بأماكن أجاز للتاج السبكي ومات في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة

فتح الدين بن سيد الناس

Shafi 350

الإمام العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن سيد الناس بن أبي الوليد ابن منذر بن عبد الجبار بن سليمان اليعمري الأندلسي الأصل المصري ولد في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وستمائة وسمع من غازي والعز وخلائق نحو الألف ولازم ابن دقيق العيد وتخرج عليه وأعاد عنده عليه وكان يحبه ويثني عليه وأخذ العربية عن البهاء بن النحاس وكتب الخط المغربي والمصري فأتقنهما وكان أحد الأعلام الحفاظ أماما في الحديث ناقدا في الفن خبيرا بالرجال والعلل والأسانيد عالما بالصحيح والسقيم له حظ من العربية حسن التصنيف صحيح العقيدة أديبا شاعرا بارعا متفننا في البلاغة ناظما ناثرا مترسلا ولي درس الحديث بالظاهرية وغيرها وصنف السيرة الكبرى والصغرى وشرح الترمذي لم يكمله فأتمه الحافظ أبو الفضل العراقي مات في شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ولم يخلف في مجموعه مثله

ابن عبد الهادي

Shafi 351