الكتاب: ذيل القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد
المؤلف: قاضي الملك محمد صبغة الله بن محمد غوث بن محمد ناصر الدين المدارسي الهندي الشافعي
الناشر: مكتبة ابن تيمية - القاهرة
الطبعة: الأولى، ١٤٠١
عدد الأجزاء: ١
[الكتاب مدقق إملائيا وترقيمه موافق للمطبوع]
Shafi da ba'a sani ba
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام والحبر الْهمام بَقِيَّة الْمُحدثين وَالِدي صبغة الله بن مُحَمَّد غوث بن مُحَمَّد نَاصِر الدَّين أدخلهم الله فِي أَعلَى عليين
وَللَّه الْحَمد أَن الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ ذكر تِسْعَة أَحَادِيث واستدرك عَلَيْهِ الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي وَزَاد خَمْسَة عشر حَدِيثا فَصَارَ الْمَجْمُوع أَرْبَعَة وَعشْرين حَدِيثا وَقد ذكر الْحَافِظ جلال الدَّين السُّيُوطِيّ فِي كِتَابه النكت البديعات عَلَى الموضوعات أَن فِي مَوْضُوعَات ابْن الْجَوْزِيّ ثَمَانِيَة وَثَلَاثِينَ حَدِيثا من مُسْند الإِمَام أَحْمد ﵁ وَهَا أَنا أذكر الْأَحَادِيث الَّتِي فَاتَت الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَهِي هَذِه
الحَدِيث الأول
قَالَ الإِمَام أَحْمد ﵁ حَدثنَا أَبُو الْمثنى معَاذ بن معَاذ الْعَنْبَري ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة ثَنَا ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس بن مَالك ﵁ عَن النَّبِي ﷺ َ فِي قَوْله تَعَالَى ﴿فَلَمَّا تجلى ربه للجبل﴾ قَالَ قَالَ هَكَذَا يَعْنِي أَنه أخرج طرف الْخِنْصر قَالَ أَحْمد أرانا معَاذ قَالَ فَقَالَ لَهُ حميد الطَّوِيل مَا تُرِيدُ إِلَى هَذَا يَا أَبَا مُحَمَّد قَالَ فَضرب صَدره ضَرْبَة شَدِيدَة وَقَالَ من أَنْت يَا حميد وَمَا أَنْت يَا حميد يحدثني بِهِ أنس بن مَالك عَن النَّبِي ﷺ َ فَنَقُول أَنْت تُرِيدُ إِلَيْهِ وَرَوَاهُ أَيْضا عَن روح عَن حَمَّاد أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق ابْن عدي قَالَ حَدثنَا عَلّي بن أَحْمد بن بسطَام ثَنَا هَدِيَّة ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة ثَنَا ثَابت البنائي عَن أنس ﵁ أَن النَّبِي ﷺ َ قَرَأَ ﴿فَلَمَّا تجلى ربه للجبل جعله دكا﴾ قَالَ أخرج خِنْصره عَلَى إبهامه فساخ الْجَبَل وَنقل عَن
1 / 48
ابْن عدي قَالَ كَانَ ابْن أبي العرجاء ربيب حَمَّاد بن سَلمَة فَكَانَ يدس فِي كتبه هَذِه الْأَحَادِيث
قلت قَالَ الْحَافِظ السُّيُوطِيّ فِي اللآلئ المصنوعة هَذَا الحَدِيث صَحِيح رَوَاهُ خلق عَن حَمَّاد بن سَلمَة وَأخرجه الْأَئِمَّة من طرق عَنهُ وصححوه ثمَّ ذكر طَرِيق أَحْمد قَالَ وَأخرجه التِّرْمِذِيّ من طَرِيق سُلَيْمَان بن حَرْب عَن حَمَّاد وَقَالَ حسن صَحِيح غَرِيب وَأخرجه ابْن أبي عَاصِم فِي السّنة من طَرِيق أَسد بن مُوسَى وحجاج بن الْمنْهَال كِلَاهُمَا عَن حَمَّاد وَأخرجه ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير من طَرِيق مُسلم بن إِبْرَاهِيم عَن حَمَّاد وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من طَرِيق عَفَّان بن مُسلم وَسليمَان بن حَرْب كِلَاهُمَا عَن حَمَّاد وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الرُّؤْيَة من طَرِيق سُلَيْمَان بن حَرْب وَمن طَرِيق مُحَمَّد بن كثير عَن حَمَّاد وَأخرجه الضياء الْمَقْدِسِي فِي المختارة وَصَححهُ وَقد ذكر الزَّرْكَشِيّ فِي تَخْرِيج الرَّافِعِيّ أَن تَصْحِيحه أَعلَى مرتبَة من تَصْحِيح الْحَاكِم وَأَنه قريب من تَصْحِيح التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان وَقَالَ ابْن طَاهِر فِي تذكرة الْحفاظ أورد ابْن عدي هَذَا الحَدِيث فِي تَرْجَمَة حَمَّاد بن سَلمَة وَلَعَلَّه أَشَارَ إِلَى تفرده بِهِ وَحَمَّاد إِمَام ثِقَة وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد تَخْرِيجه وَقد رَوَى عَن ابْن عَبَّاس ﵄ مَوْقُوفا ثمَّ أخرج من طَرِيق عَمْرو ابْن طَلْحَة عَن أَسْبَاط عَن السّديّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس ﵄ فِي قَوْله تَعَالَى ﴿فَلَمَّا تجلى ربه للجبل جعله دكا﴾ قَالَ تجلى مِنْهُ مثل طرف الْخِنْصر فَجعل الْجَبَل دكا وَأخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي السّنة من طَرِيق عَمْرو بن مُحَمَّد الْعَنْقَزِي عَن أَسْبَاط ثمَّ وجدت لحماد بن سَلمَة مُتَابعًا عَن ثَابت ابْن أنس بِهِ وَأخرجه ابْن مرْدَوَيْه أَيْضا من طَرِيق شُعَيْب بن عبد الحميد الطَّحَّان عَن قُرَّة بن عِيسَى عَن الْأَعْمَش عَن رجل عَن أنس ﵁ بِهِ وَورد أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر أخرجه ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق الْمسيب بن شريك عَن ابْن الْبَيْلَمَانِي عَن أَبِيه عَن ابْن عمر ﵄ مَرْفُوعا بِهِ انْتَهَى كَلَام السُّيُوطِيّ
قلت مَا نقل أَنه درس فِي كتبه فَلَا يَصح وَإِنَّمَا نَقله مُحَمَّد بن شُجَاع
1 / 49
بن الثَّلْجِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان ابْن الثَّلْجِي لَيْسَ بمصدق عَلَى حَمَّاد وَأَمْثَاله وَقد أتهم
قَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا خلف بن الْوَلِيد ثَنَا ابْن الْمُبَارك وَعلي ابْن إِسْحَاق أَنبأَنَا ابْن الْمُبَارك عَن يَحْيَى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة ﵁ عَن النَّبِي ﷺ َ قَالَ من تَمام العيادة للْمَرِيض أَن يضع أحدكُم يَده عَلَى جَبهته أَو يَده فيسأله كَيفَ هُوَ وَتَمام تحياتكم بَيْنكُم المصافحة أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق الْعقيلِيّ ثَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي ثَنَا سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن ثَنَا عبد الْأَعْلَى بن مُحَمَّد التَّاجِر ثَنَا يَحْيَى بن سعيد عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ إِن من تَمام العيادة أَن تضع يدك عَلَى الْمَرِيض وَتقول كَيفَ أَصبَحت كَيفَ أمسيت وَأعله بِعَبْد الْأَعْلَى وَنقل عَن الْعقيلِيّ قَالَ عبد الْأَعْلَى يروي عَن يَحْيَى بن سعيد أَحَادِيث مَنَاكِير لَا يُتَابع عَلَيْهَا وَلَا أصُول لَهَا مِنْهَا هَذَا الحَدِيث قَالَ وَقد رَوَى عبيد الله بن زحر عَن عَلّي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة فَذكر الحَدِيث الْمَذْكُور وَقَالَ عبيد الله لَيْسَ بِشَيْء وَكَذَا شَيْخه
قلت حَدِيث عبد الْأَعْلَى أخرجه ابْن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَحَدِيث عَلّي بن يزِيد أخرجه التِّرْمِذِيّ أَيْضا قَالَ حَدثنَا سُوَيْد بن نصر نَا عبد الله يَعْنِي ابْن الْمُبَارك فَذكر الحَدِيث الْمُتَقَدّم بِتَمَامِهِ وَقَالَ إِسْنَاده لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَنقل عَن البُخَارِيّ أَن عبيد الله بن زحر وَكَذَا الْقَاسِم ثقتان لَكِن عَلّي بن يزِيد ضَعِيف
قلت قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ قَاسم مَتْرُوك قَالَ السُّيُوطِيّ قَاسم رَوَى لَهُ الْأَرْبَعَة وَقَالَ فِي الْمِيزَان قد وَثَّقَهُ ابْن معِين من وُجُوه عِنْده قَالَ الْجِرْجَانِيّ كَانَ خيارا فَاضلا أدْرك أَرْبَعِينَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَقَالَ التِّرْمِذِيّ ثِقَة وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة مِنْهُم من يُضعفهُ عَلّي بن يزِيد لم يتهم بِالْكَذِبِ وَمن ثمَّ قَالَ الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي فِي فتح الْبَارِي حَدِيث التِّرْمِذِيّ سَنَده لين
1 / 50
وَقَالَ السُّيُوطِيّ وَله شَوَاهِد قَالَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا أَحْمد بن الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِي حَدثنَا هِشَام بن عمار ثَنَا مُعَاوِيَة بن يَحْيَى الأطرابلسي ثَنَا مُعَاوِيَة ابْن سعيد عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن مرْثَد بن عبد الله الْيَزنِي عَن أبي رهم السمعي ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ إِن من تَمام عِيَادَة الْمَرِيض أَن تضع يدك عَلَيْهِ وتسأله كَيفَ هُوَ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه أَنبأَنَا أَبُو طَاهِر الْفَقِيه أَنبأَنَا أَبُو حَامِد بن بِلَال ثَنَا مُحَمَّد ابْن يَحْيَى ثَنَا أَبُو الْمُغيرَة ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن يزِيد ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ عَاد رَسُول الله ﷺ َ رجلا من أَصْحَابه وَرجع وَأَنا مَعَه فَقبض عَلَى يَده وَوضع يَده عَلَى جَبهته وَكَانَ يرَى ذَلِك من تَمام عِيَادَة الْمَرِيض وَأخرجه ابْن السّني من طَرِيق أبي الْمُغيرَة وَقَالَ أَبُو يعْلى حَدثنَا زَكَرِيَّا نَا هشيم عَن الْأَعْمَش عَن أبي الضُّحَى عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة ﵂ قَالَت كَانَ رَسُول الله ﷺ َ إِذا عَاد مَرِيضا يضع يَده عَلَى الْمَكَان الَّذِي يألم ثمَّ يَقُول باسم الله لَا بَأْس رِجَاله موثوقون وَقَالَ الْمروزِي فِي الْجَنَائِز حَدثنَا القواريري ثَنَا سُفْيَان بن حبيب ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ من تَمام الْعِبَادَة أَن تضع يدك عَلَى الْمَرِيض انْتَهَى
قلت قَالَ الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي حَدِيث أبي يعْلى عَن عَائِشَة سَنَده حسن انْتَهَى وَمن شواهده مَا رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من طَرِيق الجعيد عَن عَائِشَة بنت سعد بن أبي وَقاص عَن أَبِيهَا فِي شكواه الَّذِي اشْتَكَى بِمَكَّة وَأَن النَّبِي ﷺ َ جَاءَ يعودهُ قَالَ سعد ثمَّ وضع يَده عَلَى جَبهته ثمَّ مسح وَجْهي وبطني ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أشف سَعْدا الحَدِيث
وَأما الْقطعَة الثَّانِيَة فلهَا شَاهد من حَدِيث ابْن مَسْعُود رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن عَبده الضَّبِّيّ ثَنَا يَحْيَى بن سليم الطَّائِفِي عَن سُفْيَان عَن مَنْصُور عَن رجل عَن ابْن مَسْعُود ﵁ عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ
1 / 51
وَسلم قَالَ من تَمام التَّحِيَّة الْأَخْذ بِالْيَدِ قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث يَحْيَى بن سليم عَن سُفْيَان
الحَدِيث الثَّالِث
قَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا روح ثَنَا مَرْزُوق أَبُو عبد الله الشَّامي ثَنَا سعيد رجل من أهل الشَّام ثَنَا ثَوْبَان ﵁ عَن النَّبِي ﷺ َ قَالَ إِذْ أصَاب أحدكُم الْحمى وَإِن الْحمى قِطْعَة من النَّار فليطفئها عَنهُ بِالْمَاءِ الْبَارِد وليستقبل نَهرا جَارِيا يسْتَقْبل جريه بِالْمَاءِ فَيَقُول باسم الله اللَّهُمَّ اشف عَبدك وَصدق رَسُولك بعد صَلَاة الْفجْر قبل طُلُوع الشَّمْس فيغتمس فِيهِ ثَلَاث غمسات ثَلَاثَة أَيَّام فَإِن لم يبرأ فِي ثَلَاث فَخمس وَإِن لم يبرأ فِي خمس فسبع فَإِن لم يبرأ فِي سبع فتسع فَإِنَّهُ لَا يكَاد يُجَاوز التسع بِإِذن الله ﷿ أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق هناد بن إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ ثَنَا بن إِبْرَاهِيم ثَنَا أَبُو الْوَفَاء الْمسيب ابْن مُحَمَّد بن عَلّي الْقُضَاعِي ثَنَا أَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن عمر بن عَلّي الْجَوْهَرِي الْمروزِي ثَنَا يَحْيَى بن ساسويه الْمروزِي ثَنَا مُحَمَّد بن النَّضر حَدثنَا ابْن رَجَاء عَن أبي طَاهِر عَن مَرْزُوق أبي عبد الله الْحِمصِي عَن ثَوْبَان ﵁ أَن رَسُول الله ﷺ َ قَالَ النيرَان ثَلَاث نَار تَأْكُل وتشرب ونار تَأْكُل وَلَا تشرب ونار تشرب وَلَا تَأْكُل فَأَما النَّار الَّتِي تَأْكُل وتشرب فجهنم وَأما النَّار الَّتِي تَأْكُل وَلَا تشرب فَنَار الدُّنْيَا وَأما الَّتِي تشرب وَلَا تَأْكُل فالحمى فَإِذا وجد أحدكُم فَليقمْ إِلَى بِئْر فليستق مِنْهَا دلوا وليصبه عَلَيْهِ وَليقل اللَّهُمَّ اشف عَبدك وَصدق رَسُولك يفعل ذَلِك ثَلَاث غدوات فَإِذا ذهبت وَإِلَّا يفعل سبع غدوات فَإِنَّهَا ستذهب إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ لَا يَصح فِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء وَمِنْهُم سَلمَة بن رَجَاء لَيْسَ بِشَيْء انْتَهَى
قلت كَذَا وَقع فِي النُّسْخَة الْمَوْجُودَة عِنْدِي قَوْله عَن مَرْزُوق أبي عبد الله الْحِمصِي عَن ثَوْبَان وَلم يذكر الْوَاسِطَة بَين مَرْزُوق وثوبان
1 / 52
وَهُوَ سعيد بن زرْعَة الْحِمصِي فَأَما سقط سعيد من نُسْخَة أَو رَوَاهُ كَذَلِك فَلْينْظر وَسَلَمَة بن رَجَاء من رجال البُخَارِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم مَا بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق وَمَعَ هَذَا فقد أخرجه أَحْمد من طَرِيق لَيْسَ فِيهِ سَلمَة وَحَدِيث أَحْمد رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن أَحْمد بن سعيد الْأَشْقَر المرابطي عَن روح بن عبَادَة بِهِ وَقَالَ حَدِيث غَرِيب وَفِي بعض نسخ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب وَأخرجه ابْن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَقد عزاهُ السُّيُوطِيّ فِي جمع الْجَوَامِع إِلَى الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والضياء الْمَقْدِسِي فِي كتاب المختارة
ومرزوق أَبُو عبد الله الْحِمصِي وَشَيْخه سعيد بن زرْعَة قيل مَجْهُولَانِ وَقَالَ الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي فِي التَّقْرِيب إِن مرزوقا لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ فِي سعيد إِنَّه مَسْتُور وَقَالَ فِي فتح الْبَارِي إِن سعيدا مُخْتَلف فِيهِ وَقد ذكرهمَا ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ السُّيُوطِيّ فِي النكت البديعات إِن رِجَاله ثِقَات معروفون فَهُوَ عَلَى شَرط الْحسن قَالَ وَله شَاهد من مُرْسل مَنْصُور بن وهب الْمعَافِرِي وَمن مُرْسل مَكْحُول أخرجه سعيد بن مَنْصُور بن وهب الْمعَافِرِي وَمن مُرْسل مَكْحُول أخرجه سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه
الحَدِيث الرَّابِع
قَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا إِسْحَاق بن يُوسُف ثَنَا أَبُو جناب عَن زَاذَان عَن جرير بن عبد الله ﵁ قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله ﷺ َ فَلَمَّا بَرَزْنَا من الْمَدِينَة إِذا رَاكب يوضع نحونا فَقَالَ رَسُول الله ﷺ َ كَأَن هَذَا الرَّاكِب إيَّاكُمْ يُرِيد قَالَ فَانْتَهَى إِلَيْنَا الرجل فَسلم فَرددْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِي ﷺ َ من أَيْن أَقبلت قَالَ من أَهلِي وَوَلَدي وعشيرتي قَالَ فَأَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيد رَسُول الله ﷺ َ قَالَ فقد أصبته قَالَ يَا رَسُول الله عَلمنِي مَا الْإِيمَان قَالَ تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وتقيم الصَّلَاة وتؤتي الزَّكَاة وتصوم رَمَضَان وتحج الْبَيْت قَالَ أَقرَرت قَالَ ثمَّ إِن بعيرة دخلت يَده فِي شبكة جرذان فهوى بعير وَهوى الرجل فَوَقع عَلَى هامته فَمَاتَ فَقَالَ رَسُول الله ﷺ َ عَلّي بِالرجلِ قَالَ فَوَثَبَ
1 / 53
إِلَيْهِ عمار بن يَاسر وَحُذَيْفَة فأقعداه فَقَالَا يَا رَسُول الله قبض الرجل قَالَ فَأَعْرض عَنهُ رَسُول الله ﷺ َ ثمَّ قَالَ لَهما رَسُول الله ﷺ َ أما رَأَيْتُمَا إعراضي عَن الرجل فَإِنِّي رَأَيْت ملكَيْنِ يدسان فِي فِيهِ من ثمار الحنة فَعلمت أَنه مَاتَ جائعا ثمَّ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ هَذَا وَالله من الَّذين قَالَ الله ﷿ ﴿الَّذين آمنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم أُولَئِكَ لَهُم الْأَمْن وهم مهتدون﴾ قَالَ فاحتملناه إِلَى المَاء فغسلناه وحنطناه وحملناه إِلَى الْقَبْر قَالَ فجَاء رَسُول الله ﷺ َ حَتَّى جلس عَلَى شَفير الْقَبْر قَالَ فَقَالَ الحدوا وَلَا تشقوا فَإِن اللَّحْد لنا والشق لغيرنا
وَقَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا أسود بن عَامر ثَنَا عبد الحميد بن أبي جَعْفَر الْفراء عَن ثَابت عَن زَاذَان عَن جرير بن عبد الله البَجلِيّ ﵁ قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله ﷺ َ من الْمَدِينَة فَبَيْنَمَا نَحن نسير إِذْ رفع لنا شخص فَذكر نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ وَقعت يَد بكره فِي بعض تِلْكَ الَّتِي تحفر الجرذان وَقَالَ فِيهِ هَذَا مِمَّن عمل قَلِيلا وَأجر كثيرا وَقَالَ حَدثنَا عَفَّان ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن الْحجَّاج عَن عَمْرو بن مرّة عَن زَاذَان عَن بن عبد الله البَجلِيّ ﵁ أَن رجلا جَاءَ فَدخل فِي الْإِسْلَام فَكَانَ النَّبِي ﷺ َ يُعلمهُ الْإِسْلَام وَهُوَ فِي مسيره فَدخل خف بعيره فِي جُحر يَرْبُوع فوقصه بعيره فَمَاتَ فَأَتَى عَلَيْهِ رَسُول الله ﷺ َ فَقَالَ عمل قَلِيلا وَأجر كثيرا قَالَهَا حَمَّاد ثَلَاثًا اللَّحْد لنا والشق لغيرنا وَقَالَ حَدثنَا عَفَّان ثَنَا عبد الْوَاحِد ثَنَا الْحجَّاج بن أَرْطَأَة ثَنَا عُثْمَان البَجلِيّ عَن زَاذَان فَذكر الحَدِيث أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَلّي بن بشار السابوري ثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن محمويه العسكري ثَنَا مُحَمَّد بن الْوَلِيد الْأَنْطَاكِي ثَنَا مُوسَى بن دَاوُد ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بن
1 / 54
عبد الله ﵄ قَالَ خرجنَا مَعَ النَّبِي ﷺ َ عَلَى إبل أكلت نَوى فَبينا نَحن نسير فِي مسيرنا إِذا نَحن بِرَاكِب مقبل فَقَالَ النَّبِي ﷺ َ أخال الرجل يُرِيدكُمْ فَوقف ووقفنا فَإِذا بأعرابي عَلَى قعُود لَهُ فَقُلْنَا من أَيْن أقبل الرجل فَقَالَ أَقبلت من أَهلِي وَمَالِي أُرِيد مُحَمَّدًا فَقُلْنَا هَذَا رَسُول الله ﷺ َ فَقَالَ يَا رَسُول الله أعرض عَلّي الْإِسْلَام فَقَالَ نشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله فَقَالَ أَقرَرت قَالَ ونؤمن بِالْجنَّةِ وَالنَّار والبعث والحساب فَقَالَ وأقررت فَجعل لَا يعرف شَيْئا من شرائع الْإِسْلَام إِلَّا قَالَ أَقرَرت فَبينا نَحن كَذَلِك إِذا وَقعت يَد بعيرة فِي شبكة فَإِذا الْبَعِير لجنبه وَإِذا الرجل لرأسه فَقَالَ رَسُول الله ﷺ َ أدركوا صَاحبكُم فابتدرناه فَسبق إِلَيْهِ عمار بن يَاسر وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان ﵄ فَإِذا الرجل قد مَاتَ فَقَالَ رَسُول الله ﷺ َ اغسلوا صَاحبكُم فغسلناه وَرَسُول الله ﷺ َ معرض عَنهُ وكفناه وَصَلى عَلَيْهِ النَّبِي ﷺ َ فَلَمَّا فَرغْنَا قَالَ النَّبِي ﷺ َ هَذَا الَّذِي تَعب قَلِيلا وَنعم طَويلا هَذَا من الَّذين آمنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم قُلْنَا رَأَيْنَاك أَعرَضت عَنهُ وَنحن نغسله قَالَ إِنِّي أَحسب أَن صَاحبكُم مَاتَ جائعا إِنِّي رَأَيْت زوجتيه من الْحور الْعين وهما يدسان فِي فِيهِ ثمار الْجنَّة قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ لَا يَصح وَالْحمل فِيهِ عَلَى مُحَمَّد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ الضَّرِير الْمَدِينِيّ كَانَ يضع الحَدِيث
قلت جرير بن عبد الله ﵁ وَإِن لم يتَعَرَّض لَهُ ابْن الْجَوْزِيّ لَكِن حكمه عَلَى الْمَتْن بِالْوَضْعِ يَقْتَضِي أَن يكون جَمِيع طرقه عِنْده مَوْضُوعا وَقد رد عَلَيْهِ الْحَافِظ السُّيُوطِيّ وَجعل حَدِيث أَحْمد شَاهدا لَهُ والطرق الثَّلَاثَة الَّتِي رَوَاهَا أَحْمد وَإِن كَانَ فِيهَا مقَال لَكِن بَعْضهَا يُقَوي بَعْضًا وَله شَاهد عِنْد ابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره والحكيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول من طَرِيق سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس وَأخرجه ابْن أبي حَاتِم من مُرْسل بكر بن سوَادَة وَأخرجه عبد بن حميد فِي تَفْسِيره من مُرْسل إِبْرَاهِيم الَّتِي كِلَاهُمَا بِاخْتِصَار وَالطَّرِيق الثَّلَاثَة عِنْد أَحْمد كلهَا تَدور عَلَى زَاذَان أبي عمر الْكِنْدِيّ قَالَ ابْن معِين ثِقَة وَقَالَ ابْن عدي أَحَادِيثه لَا بَأْس بهَا وَقَالَ الْحَافِظ
1 / 55
الْعَسْقَلَانِي فِي التَّقْرِيب إِنَّه صَدُوق قلت وَهُوَ من رجال مُسلم وَقد رَوَى عَنهُ أَبُو جناب يَحْيَى بن أبي حَيَّة الْكَلْبِيّ قَالَ يَحْيَى وَعُثْمَان ابْن سعيد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ إِنَّه ضَعِيف وَقَالَ يَحْيَى بن معِين مرّة لَيْسَ بِهِ بَأْس إِلَّا أَنه كَانَ يُدَلس وَكَذَا قَالَ أَبُو نعيم وَقَالَ يَحْيَى مرّة هُوَ صَدُوق وَقَالَ الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي ضَعَّفُوهُ لِكَثْرَة تدليسه
وَأما الطَّرِيق الثَّالِث فَأوردهُ من طَرِيق الْحجَّاج بن أَرْطَأَة من وَجْهَيْن أَحدهمَا عَن عَمْرو بن مرّة وَهُوَ ثِقَة وَالثَّانِي عَن عُثْمَان بن عُمَيْر البَجلِيّ أبي الْيَقظَان الْكُوفِي الْأَعْمَى وَهُوَ ضَعِيف لَكِن لم يتهم بِالْوَضْعِ أما الْحجَّاج بن أَرْطَأَة فقد اخْتلفُوا فِيهِ قَالَ الْعَسْقَلَانِي إِنَّه صَدُوق لَكِن كثير التَّدْلِيس
وَأما الطَّرِيق الثَّانِي وَهُوَ طَرِيق ثَابت عَن زَاذَان فَلم أَقف عَلَى حَال رِجَاله وَهَذِه الطّرق تقوى بَعْضهَا بَعْضًا وَالله أعلم
الحَدِيث الْخَامِس
قَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة عَن عَمْرو بن أبي حَكِيم عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن يَحْيَى بن يعمر عَن أبي الْأسود الدؤَلِي قَالَ كَانَ معَاذ ﵁ بِالْيمن فَارْتَفعُوا إِلَيْهِ فِي يَهُودِيّ مَاتَ وَترك أَخَاهُ مُسلما فَقَالَ معَاذ إِنِّي سَمِعت رَسُول الله ﷺ َ يَقُول إِن الْإِسْلَام يزِيد وَلَا ينقص فورثه وَقَالَ حَدثنَا يَحْيَى بن سعيد عَن شُعْبَة ثنى عَمْرو بن أبي حَكِيم عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن يَحْيَى بن يعمر عَن أبي الْأسود قَالَ أَتَى معَاذ ﵁ يَهُودِيّ وَارثه مُسلم فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ َ يَقُول أَو قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ الْإِسْلَام يزِيد وَلَا ينقص فورثه أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق الجوزقاني قَالَ أَنبأَنَا أَبُو نصر الصَّواف أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْوراق ثَنَا أَبُو الْحُسَيْن بن عُثْمَان ثَنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ثَنَا الْقَاسِم اللَّيْث مُحَمَّد بن المُهَاجر ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن خَالِد الْحذاء عَن عَمْرو بن كردِي عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن يَحْيَى ابْن يعمر عَن أبي الْأسود عَن معَاذ بن جبل ﵁ أَنه كَانَ يُورث الْمُسلم من الْكَافِر وَيَقُول سَمِعت رَسُول الله
1 / 56
ﷺ َ يَقُول الْإِسْلَام يزِيد وَلَا ينقص قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ إِنَّه بَاطِل وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بن المُهَاجر
قلت قَالَ السُّيُوطِيّ فِي اللآلئ إِن مُحَمَّد بن المُهَاجر برِئ مِنْهُ فقد أخرجه الطَّبَرَانِيّ ثَنَا دَاوُد بن مُحَمَّد بن صَالح الْمروزِي ثَنَا إِبْرَاهِيم ابْن الْحجَّاج الشَّامي ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة بِهِ وَأخرجه أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا شُعْبَة عَن عَمْرو بن أبي حَكِيم عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن يَحْيَى بن يعمر عَن أبي الْأسود الدئلي عَن معَاذ بن جبل بِهِ وَأخرجه أَحْمد فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة بِهِ وَأخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ وَلم يتعقبه الذَّهَبِيّ انْتَهَى وَأخرجه أَبُو دَاوُد السجسْتانِي فِي سنَنه من وَجْهَيْن قَالَ حَدثنَا مُسَدّد ثَنَا عبد الْوَارِث عَن عَمْرو بن أبي حَكِيم الوَاسِطِيّ ثَنَا عبد الله بن بُرَيْدَة أَن أَخَوَيْنِ اخْتَصمَا إِلَى يَحْيَى بن يعمر يَهُودِيّ وَمُسلم فورث الْمُسلم مِنْهُمَا وَقَالَ حَدثنِي أَبُو الْأسود أَن رجلا حَدثهُ أَن معَاذًا ﵁ قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ َ يَقُول الْإِسْلَام يزِيد وَلَا ينقص فورث الْمُسلم وَقَالَ حَدثنَا مُسَدّد ثَنَا يَحْيَى بن سعيد عَن شُعْبَة عَن عَمْرو بن أبي حَكِيم عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن يَحْيَى بن يعمر عَن أبي الْأسود الدئلي أَن معَاذًا ﵁ أَتَى بميراث يَهُودِيّ وَأَنه مُسلم بِمَعْنَاهُ انْتَهَى
قلت قد سكت أَبُو دَاوُد عَلَى هَذَا الحَدِيث فَهُوَ عِنْده صَالح وَظهر من رِوَايَته أَن أَبَا الْأسود إِنَّمَا رَوَى عَنهُ بِوَاسِطَة وَمن ثمَّ قَالَ الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي فِي فتح الْبَارِي إِنَّه تعقب الْحَاكِم تَصْحِيحه بِأَن فِيهِ انْقِطَاعًا بَين أبي الْأسود ومعاذ لَكِن سَمَاعه مِنْهُ مُمكن قَالَ وَقد زعم الجوزقاني أَنه بَاطِل وَهُوَ مجازفة قَالَ وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهم هُوَ كَلَام يُحْكَى وَلَا يروي كَذَا قَالَ وَقد رَوَاهُ من قدمت ذكره فَكَأَنَّهُ مَا وقف عَلَى ذَلِك انْتَهَى وَقَالَ فِي تسديد الْقوس بعد مَا ذكر حَدِيث معَاذ وَفِي الْبَاب عَن ابْن مَسْعُود وَأبي هُرَيْرَة انْتَهَى
قلت وَله شَاهد من حَدِيث عَائِذ بن عَمْرو الْمُزنِيّ ﵁ أَنه ﷺ َ قَالَ الْإِسْلَام يَعْلُو وَلَا يعْلى رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَمُحَمّد بن هَارُون الرَّوْيَانِيّ فِي مُسْنده قَالَ الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي فِي الْفَتْح سَنَده
1 / 57
حسن وَأوردهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْجَنَائِز من صَحِيحه فِي بَاب إِذا أسلم الصَّبِي فَمَاتَ هَل يصلى عَلَيْهِ تَعْلِيقا وَرَوَاهُ أَبُو يعْلى الخليلي فِي فَوَائده وَزَاد فِي أَوله قصَّة وَهِي أَن عَائِذ بن عَمْرو جَاءَ يَوْم الْفَتْح مَعَ أَبَا سُفْيَان بن حَرْب فَقَالَت الصَّحَابَة هَذَا أَبُو سُفْيَان وعائذ بن عَمْرو فَقَالَ رَسُول الله ﷺ َ هَذَا عَائِذ بن عَمْرو وَأَبُو سُفْيَان الْإِسْلَام أعز من ذَلِك الْإِسْلَام يَعْلُو وَلَا يعْلى وَأخرج أَحْمد بن منيع بِسَنَد قوي عَن معَاذ ﵁ أَنه كَانَ يُورث الْمُسلم من الْكَافِر بِغَيْر عكس وَأخرج مُسَدّد عَنهُ أَن أَخَوَيْنِ اخْتَصمَا إِلَيْهِ مُسلم ويهودي مَاتَ أَبوهُمَا يَهُودِيّا فخار ابْنه الْيَهُودِيّ مَاله فنازعه الْمُسلم فورث معَاذ الْمُسلم
تَنْبِيه عَمْرو بن كردِي الَّذِي رَوَى عَن ابْن بُرَيْدَة هُوَ عَمْرو بن أبي حَكِيم الوَاسِطِيّ أَبُو سعيد يُقَال مولَى لآل الزُّبَيْر وَقَالَ ابْن حبَان مولَى الأزد رَوَى عَن عِكْرِمَة وَابْن بُرَيْدَة وَابْن مجلز رَوَى عَنهُ خَالِد الْحذاء وَشعْبَة فَأَما شُعْبَة فَيَقُول ثَنَا عَمْرو بن أبي حَكِيم وَأما خَالِد الْحذاء فَيَقُول عَمْرو بن كردِي قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَقَالَ الْعَسْقَلَانِي فِي التَّقْرِيب إِنَّه ثِقَة وَلِحَدِيث معَاذ هَذَا طَرِيق آخر رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا الْحسن بن أَحْمد بن سعيد الرهاوي ثَنَا عبد الْمُنعم ابْن أَحْمد ثَنَا عمار بن مطرف ثَنَا حَمَّاد عَن خَالِد الْحذاء عَن عَمْرو بن كردِي عَن عبد الله بن يَحْيَى بن يعمر عَن أبي الْأسود الدئلي عَن معَاذ بن جبل ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ الْإِيمَان يزِيد وَينْقص أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ عمار مُنكر الحَدِيث وَأَحَادِيثه بَوَاطِيلُ وَتعقبه السُّيُوطِيّ فِي النكت بِأَن لَا مدْخل لعمَّار فِي هَذَا الحَدِيث فقد أخرجه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد من وَجه آخر جيد عَن معَاذ وَسكت عَلَيْهِ أَبُو دَاوُد فَهُوَ صَالح عِنْده وَله شَوَاهِد أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَأبي الدَّرْدَاء ﵃ مَرْفُوعا انْتَهَى
قلت لفظ حَدِيث معَاذ ﵁ عِنْد أَحْمد وَأبي دَاوُد الْإِسْلَام يزِيد وَلَا ينقص بِزِيَادَة لَا النافية عَلَى ينقص وَكَأن الرَّاوِي وهم فِي هَذِه الرِّوَايَة يزِيد وَينْقص نعم رَوَى ابْن النجار عَن عبد الله بن أبي أَوْفَى
1 / 58
والديلمي فِي مُسْند الفردوس عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا الْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَينْقص وَزَاد فِي رِوَايَة أبي هُرَيْرَة فَمن قَالَ غير ذَلِك فَهُوَ مُبْتَدع وَالْحَدِيثَانِ ضعيفان وَالله أعلم
الحَدِيث السَّادِس
قَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا مُوسَى بن دَاوُد ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن عبد الرَّحْمَن بن حسان مخيس بن ظبْيَان عَن رجل من جذام عَن مَالك بن عتاهية ﵁ قَالَ سَمِعت النَّبِي ﷺ َ يَقُول إِذا لَقِيتُم عاشرا فَاقْتُلُوهُ وَقَالَ حَدثنَا قُتَيْبَة بن سعيد بِهَذَا الحَدِيث يَعْنِي عَن ابْن لَهِيعَة وَقصر عَن بعض الْإِسْنَاد وَقَالَ يَعْنِي بذلك الصَّدَقَة يَأْخُذهَا عَلَى غير حَقّهَا انْتَهَى وَالْمرَاد بِبَعْض الْإِسْنَاد أَنه لم يذكر مخيسا وَلَا عبد الرَّحْمَن بن حسان وَكَذَا رَوَاهُ الْبَغَوِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي وَغَيره عَن مُوسَى بن دَاوُد وَقَالَ فِي آخِره يَعْنِي عشار الْمُشْركين وَأخرجه ابْن مَنْدَه من طَرِيق مكي بن إِبْرَاهِيم عَن ابْن لَهِيعَة عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن مخيس بن ظبْيَان عَن عبد الرَّحْمَن بن حسان عَن رجل من جذام عَن مَالك بن عتابة بِهِ فَقدم مخيسا فِي السَّنَد عَلَى عبد الرَّحْمَن وَكَذَا أوردهُ ابْن أبي حثْمَة عَن مُحَمَّد بن مُعَاوِيَة عَن ابْن لَهِيعَة وَأخرجه ابْن شاهين من طَرِيق ابْن أبي حثْمَة وَمن طَرِيق أُخْرَى عَن ابْن لَهِيعَة كَذَلِك وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق مُحَمَّد بن نَاصِر أَنبأَنَا عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مَنْدَه ثَنَا أبي أَنبأَنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحَارِث الْمحَاربي ثَنَا حمدَان بن ذِي النُّون الْبَلْخِي عَن مَالك بن عتاهية قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ إِن لَقِيتُم عشارا فَاقْتُلُوهُ قَالَ إِنَّه مَوْضُوع فِيهِ مَجَاهِيل وَقد رَوَاهُ قُتَيْبَة عَن ابْن لَهِيعَة فَلم يذكر مخيسا وَلَا عبد الرَّحْمَن بن حسان وَابْن لَهِيعَة ذَاهِب الحَدِيث
قلت تعقبه الْجلَال فِي النكت بِأَنَّهُ أخرجه احْمَد فِي مُسْنده وَالْبُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَالطَّبَرَانِيّ بِسَنَد رِجَاله معروفون وَفِيه ابْن لَهِيعَة وَهُوَ من رجال مُسلم فِي المتابعات وَفِيه كَلَام كثير وَالصَّوَاب أَنه حسن الحَدِيث انْتَهَى
1 / 59
الحَدِيث السَّابِع
قَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنَا أبي ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد وسمعته أَنا من عبد الله بن مُحَمَّد بن شيبَة ثَنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن يزِيد بن أبي زِيَاد عَن سُلَيْمَان بن عَمْرو بن الْأَحْوَص قَالَ أَخْبرنِي رب هَذَا الدَّار أَبُو هِلَال قَالَ سَمِعت أَبَا بَرزَة ﵁ قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله ﷺ َ فِي سفر فَسمع رجلَيْنِ يتغنيان وَأَحَدهمَا يُجيب الآخر وَهُوَ يَقُول
لَا يزَال حواي تلوح عِظَامه رَوَى الْحر عَنهُ أَن يحن فيقبرا فَقَالَ النَّبِي ﷺ َ من هما قَالَ فَقَالُوا فلَان وَفُلَان قَالَ فَقَالَ النَّبِي ﷺ َ اللَّهُمَّ أركسهما ركسا ودعهما إِلَى النَّار دَعَا أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي يعْلى ثَنَا عَلّي بن الْمُنْذر ثَنَا ابْن فُضَيْل ثَنَا يزِيد بن أبي زِيَاد عَن سُلَيْمَان بن عَمْرو ابْن الْأَحْوَص عَن ابْن أبي بَرزَة ﵁ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي ﷺ َ فَسمع صَوت غناء فَقَالَ انْظُرُوا مَا هَذَا فَصَعدت فَنَظَرت فَإِذا مُعَاوِيَة وَعَمْرو بن الْعَاصِ يتغنيان فَجئْت فَأخْبرت النَّبِي ﷺ َ فَقَالَ اللَّهُمَّ أركسهما فِي الْفِتْنَة ركسا اللَّهُمَّ دعهما إِلَى النَّار دَعَا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ لَا يَصح يزِيد بن أبي زِيَاد كَانَ يلقن بِآخِرهِ فيتلقن
قلت يزِيد بن أبي زِيَاد احْتج بِهِ الْأَرْبَعَة وَرَوَى لَهُ مُسلم مَقْرُونا وَقد مر عَن الْحَافِظ الْعَسْقَلَانِي أَنه قَالَ يزِيد وَإِن ضعفه بَعضهم من قبل حفظه فَلَا يلْزم أَن كل مَا يحدث بِهِ مَوْضُوع قَالَ الْجلَال السُّيُوطِيّ مَا قَالَه ابْن الْجَوْزِيّ لَا يَقْتَضِي الْوَضع قَالَ وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس ﵄ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير حَدثنَا أَحْمد بن عَلّي ابْن الْجَارُود الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا عبد الله بن عباد عَن سعيد الْكِنْدِيّ حَدثنَا عِيسَى ابْن الْأسود النَّخعِيّ عَن لَيْث عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس ﵄ قَالَ سمع النَّبِي ﷺ َ صَوت رجلَيْنِ وسَاق نَحْو سِيَاق أَحْمد وَسَمَّى الرجلَيْن
1 / 60
مُعَاوِيَة وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَرَوَاهُ ابْن قَانِع فِي مُعْجَمه حَدثنَا مُحَمَّد بن عَبدُوس بن كَامِل ثَنَا عبد الله ابْن عمر ثَنَا سعيد أَبُو الْعَبَّاس التَّيْمِيّ ثَنَا سيف بن عمر ثنى أَبُو عمر مولَى إِبْرَاهِيم بن طَلْحَة عَن زيد بن أسلم عَن صَالح شقران ﵁ قَالَ بَيْنَمَا نَحن لَيْلَة فِي سفر إِذْ سمع النَّبِي ﷺ َ صَوتا فَذكر الحَدِيث وَسَمَّى الرجلَيْن مُعَاوِيَة بن رَافع وَعَمْرو بن رِفَاعَة وَقَالَ فِي آخر الحَدِيث فَمَاتَ عَمْرو بن رِفَاعَة قبل أَن يقدم النَّبِي ﷺ َ من السّفر قَالَ الْجلَال هَذِه الرِّوَايَة أزالت الْإِشْكَال وبينت أَن الْوَهم وَقع فِي الحَدِيث فِي لَفظه وَاحِدَة وَهِي قَوْله ابْن الْعَاصِ وَإِنَّمَا هُوَ ابْن رِفَاعَة أحد الْمُنَافِقين وَكَذَلِكَ مُعَاوِيَة بن رَافع أحد الْمُنَافِقين انْتَهَى
الحَدِيث الثَّامِن
قَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا ابْن نمير أَنبأَنَا إِسْمَاعِيل ويعلى بن عبيد قَالَا ثَنَا إِسْمَاعِيل عَن نفيع عَن أنس ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ مَا من أحد يَوْم الْقِيَامَة غَنِي وَلَا فَقير إِلَّا ود إِنَّمَا كَانَ أُوتِيَ من الدُّنْيَا قوتا قَالَ يعْلى فِي الدُّنْيَا رَوَاهُ ابْن مَاجَه حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير نَا أبي ويعلى عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن أنس ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ مَا من غَنِي وَلَا فَقير إِلَّا ود يَوْم الْقِيَامَة أَنه يُؤْتَى من الدُّنْيَا قوتا رَوَاهُ أَيْضا عبد بن حميد وَأَبُو نعيم فِي الحلبة أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق ابْن حبَان حَدثنَا عبد الْكَرِيم بن عمر الْخطابِيّ ثَنَا أَحْمد بن يُونُس بن الْمسيب ثَنَا يعْلى بن عبيد ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن نفيع عَن انس ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ مَا مِنْكُم من أحد غَنِي وَلَا فَقير إِلَّا يود يَوْم الْقِيَامَة أَنه أُوتِيَ فِي الدُّنْيَا قوتا قَالَ نفيع يَعْنِي ابْن الْحَارِث أَبُو دَاوُد أَعْمَى مترو
قلت رَمَاه بَعضهم بِالْوَضْعِ وَبَعْضهمْ بِأَنَّهُ مَتْرُوك وَبَعْضهمْ بِأَنَّهُ لَيْسَ بِشَيْء وَبَعْضهمْ بِأَنَّهُ ضَعِيف وَذكره ابْن حبَان فِي كتاب الثِّقَات وَقَالَ فِي كتاب الضُّعَفَاء يروي عَن الثِّقَات الموضوعات انْتَهَى فَلَا يحكم عَلَى حَدِيثه بِالْوَضْعِ نظرا لذَلِك وَله شَاهد من حَدِيث ابْن مَسْعُود ﵁ عِنْد الْخَطِيب قَالَ أَنبأَنَا عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله الْوَاعِظ أَنبأَنَا عبد الْبَاقِي بن قَانِع ثَنَا عمر بن إِبْرَاهِيم الْحَافِظ ثَنَا أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْقطيعِي
1 / 61
ثَنَا عباد بن الْعَوام ثَنَا سُفْيَان بن حُسَيْن عَن يسَار عَن أبي وَائِل عَن عبد الله ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ مَا من أحد إِلَّا وَهُوَ يتَمَنَّى يَوْم الْقِيَامَة أَنه كَانَ يَأْكُل فِي الدُّنْيَا قوتا وَقَالَ أَبُو نعيم حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي سهل ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد الْعَبْسِي ثَنَا عباد بن الْعَوام بِهِ فَذكره مَوْقُوفا
الحَدِيث التَّاسِع
قَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل حَدثنِي يَحْيَى بن عُثْمَان يَعْنِي الْحَرْبِيّ أَبُو زَكَرِيَّا حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن رجل قد سَمَّاهُ عَن مُحَمَّد بن يُوسُف عَن عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان عَن أَبِيه ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ الصبحة تمنع الرزق وَقَالَ حَدثنِي إِبْرَاهِيم الترجماني ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن ابْن أبي فَرْوَة عَن مُحَمَّد بن يُوسُف عَن عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان عَن أَبِيه ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ الصبحة تمنع الرزق وَهَذَا الحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ أَيْضا فِي الشّعب وَقَالَ رَوَاهُ مسلمة بن عَلّي عَن ابْن عَيَّاش عَن رجل هُوَ ابْن أبي فَرْوَة عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس بن مَالك مَرْفُوعا وَقَالَ خلط ابْن أبي فَرْوَة فِي إِسْنَاده انْتَهَى وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق ابْن عدي حَدثنَا الْحُسَيْن بن أَحْمد ابْن مَنْصُور وسجادة ثَنَا يَحْيَى بن عُثْمَان ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن ابْن أبي فَرْوَة عَن مُحَمَّد بن يُوسُف عَن عَمْرو بن عُثْمَان بن عَفَّان عَن أَبِيه مَرْفُوعا بِهِ وَقَالَ ابْن أبي فَرْوَة إِسْحَاق مَتْرُوك
قلت ابْن أبي فَرْوَة هُوَ إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي فَرْوَة الْأمَوِي مَوْلَاهُم الْمدنِي رَوَى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ تكلمُوا فِيهِ لَكِن لم يتهم بِالْكَذِبِ نعم لَهُ مَنَاكِير وعد ابْن عدي هَذَا الحَدِيث من مَنَاكِيره وَكَونه مُنْكرا لَا يسْتَلْزم أَن يكون مَوْضُوعا وَقَالَ السُّيُوطِيّ والْحَدِيث لَهُ طَرِيق أُخْرَى
1 / 62
قَالَ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد ابْن جَعْفَر ثَنَا الْحسن بن عَلّي بن نصر الطوسي ثَنَا مُحَمَّد بن أسلم ثَنَا حُسَيْن ابْن الْوَلِيد ثَنَا سُلَيْمَان بن أَرقم عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن عُثْمَان بن عَفَّان ﵁ مَرْفُوعا إِن الصبحة تمنع الرزق قَالَ وَله شَوَاهِد أخرج الديلمي من طَرِيق أصبغ بن نباتة عَن أنس مَرْفُوعا لَا تناموا عَن طلب أرزاقكم فِيمَا بَين صَلَاة الْفجْر إِلَى طُلُوع الشَّمْس قَالَ فَسئلَ أنس ﵁ عَن مَعْنَى هَذَا الحَدِيث فَقَالَ يسبح وَيكبر ويستغفر سبعين مرّة فَعِنْدَ ذَلِك ينزل الرزق وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من طَرِيق عبد الْملك بن هَارُون بن عنترة عَن أَبِيه عَن جده عَن فَاطِمَة بنت النَّبِي ﷺ َ قَالَت مر بِي رَسُول الله ﷺ َ وَأَنا مُضْطَجِعَة فحركني بِرجلِهِ وَقَالَ يَا بنية قومِي وأشهدي رزق رَبك وَلَا تَكُونِي من الغافلين فَإِن الله تَعَالَى يقسم أرزاق الله مَا بَين طُلُوع الْفجْر إِلَى طُلُوع الشَّمْس قَالَ الْبَيْهَقِيّ سَنَده ضَعِيف وَرَوَاهُ من طَرِيق أُخْرَى عَن عبد الْملك بن عنترة عَن أَبِيه عَن جده عَن عَلّي ﵁ قَالَ دخل رَسُول الله ﷺ َ عَلَى فَاطِمَة عَلَى أَبِيهَا وَعَلَيْهَا الصَّلَاة وَالسَّلَام بعد أَن صَلَّى الصُّبْح وَهِي نَائِمَة فَذكر مَعْنَاهُ وَذكر السُّيُوطِيّ آثارا تشهد لذَلِك
تَنْبِيه إِنَّمَا أدرجنا حَدِيث زَوَائِد الْمسند من جملَة أَحَادِيث الْمسند تبعا لِلْحَافِظِ الْعَسْقَلَانِي فَإِنَّهُ عده من جملَة أَحَادِيث الْمسند وَكَذَا هُوَ أورد أَحَادِيث الزَّوَائِد فِي أَطْرَاف الْمسند
الحَدِيث العاشر
قَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر ثَنَا شُعْبَة وحجاج عَن شُعْبَة عَن سَلمَة بن كهيل قَالَ سَمِعت حَبَّة العرني قَالَ سَمِعت عليا ﵁ يَقُول أَنا أول رجل صَلَّى مَعَ رَسُول الله ﷺ َ وَقَالَ حَدثنَا أَبُو سعيد مولَى بني هَاشم حَدثنَا يَحْيَى بن سَلمَة يَعْنِي ابْن كهيل قَالَ سَمِعت أبي يحدث عَن حَبَّة العرني قَالَ رَأَيْت عليا ﵁ ضحك عَلَى الْمِنْبَر فَذكر قصَّة لِأَبِيهِ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ لَا أعرف أَن عبدا لَك من هَذِه الْأمة عَبدك قبلي غير نبيك ﷺ َ ثَلَاث مرار
1 / 63
لقد صليت قبل أَن يُصَلِّي النَّاس سبعا أوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْبَزَّار أَنبأَنَا إِبْرَاهِيم بن عمر الْبَرْمَكِي أَنبأَنَا أَبُو مُحَمَّد بن ماسي ثَنَا أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مَرْزُوق ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن بسام سَمِعت شُعَيْب بن صَفْوَان عَن أجلح عَن سَلمَة بن كهيل عَن جُوَيْن عَن عَلّي ﵁ قَالَ عبدت الله مَعَ رَسُول الله ﷺ َ قبل أَن يعبده رجل من هَذِه الْأمة خمس سِنِين أَو سبع سِنِين قَالَ الْأَجْلَح مُنكر الحَدِيث وحبة واه فِي الحَدِيث غال فِي التَّشَيُّع
قلت هَذَا لَا يَقْتَضِي أَن يكون حَدِيثه مَوْضُوعا قَالَ السُّيُوطِيّ الْأَجْلَح رَوَى لَهُ الْأَرْبَعَة وَوَثَّقَهُ ابْن معِين وَالْعجلِي وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَقَالَ ابْن عدي شيعي صَدُوق وحبة ضعفه الْأَكْثَر وَقَالَ الْعجلِيّ تَابِعِيّ ثِقَة وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ يُقَال لَهُ رُؤْيَة وَقَالَ ابْن عدي مَا رَأَيْت لَهُ مُنْكرا قد جَاوز الْحَد
والْحَدِيث أخرجه الْحَاكِم حَدثنَا أَبُو عمر الزَّاهِد ثَنَا مُحَمَّد بن هِشَام الْمروزِي ثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيم الترجماني ثَنَا شُعَيْب بن صَفْوَان بِهِ قَالَ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك بِأَن خَدِيجَة وَأَبا بكر وبلالا وزيدا ﵃ آمنُوا أول مَا بعث النَّبِي ﷺ َ وعبدوا الله مَعَه قَالَ يَعْنِي الذَّهَبِيّ وَلَعَلَّ السّمع أَخطَأ وَيكون عَلّي ﵁ قَالَ عبدت الله مَعَ رَسُوله ﷺ َ ولي سبع سِنِين وَلم يضْبط الرَّاوِي مَا سمع وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط حَدثنَا أَحْمد ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن صَالح الْأَزْدِيّ ثَنَا عَمْرو بن هَاشم الْجَنبي عَن الْأَجْلَح عَن سَلمَة بن كهيل عَن حَبَّة ابْن جُوَيْن العرني عَن عَلّي ﵁ أَنه قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنه لم يعبدك أحد من هَذِه الْأمة قبلي وَلَقَد عبدتك قبل أَن يعبدك أحد من هَذِه الْأمة سِتّ سِنِين انْتَهَت عبارَة السُّيُوطِيّ
قلت مَا تعقب بِهِ الذَّهَبِيّ إِنَّمَا يتَوَجَّه عَلَى من رَوَاهُ من طَرِيق الْأَجْلَح وَأما مَا رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فَلَا يتَوَجَّه عَلَيْهِ ذَلِك فَإِن قَوْله سبعا يُمكن أَن
1 / 64
يكون المُرَاد بِهِ سَبْعَة أَيَّام وَلَا مَانع من أَن يتَقَدَّم إِسْلَام عَلّي ﵁ عَلَى غَيره بسبعة أَيَّام عِنْد من يَقُول إِنَّه أول النَّاس إسلاما وَعَلَى هَذَا فَالْحَدِيث من قسم الْمَعْلُول لَا الْمَوْضُوع وَالله أعلم
الحَدِيث الْحَادِي عشر
قَالَ الإِمَام أَحْمد حَدثنَا وَكِيع وَعبد الرَّحْمَن قَالَا ثَنَا سُفْيَان عَن مُصعب بن مُحَمَّد عَن يعْلى بن أبي يَحْيَى عَن فَاطِمَة بنت حُسَيْن عَن أَبِيهَا قَالَ عبد الرَّحْمَن حُسَيْن بن عَلّي ﵄ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ للسَّائِل حق وَإِن جَاءَ عَلَى فرس وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير أخبرنَا سُفْيَان بِهِ وَسكت عَلَيْهِ أَبُو دَاوُد فَهُوَ عِنْده صَالح وَأخرج أَبُو يعْلى حَدثنَا أَبُو خَيْثَمَة نَا وَكِيع نَا سُفْيَان بِهِ وَأخرجه الضياء الْمَقْدِسِي أَيْضا فِي كِتَابه المختارة وَأورد ابْن الْجَوْزِيّ هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات بِغَيْر سَنَد وَقَالَ نقلت من خطّ القَاضِي أبي يعْلى قَالَ نقلت من خطّ أبي حَفْص الْبَرْمَكِي قَالَ سَمِعت أَبَا بكر أَحْمد بن مُحَمَّد الصيدلاني يَقُول سَمِعت أَبَا بكر الْمروزِي يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول أَرْبَعَة أَحَادِيث تَدور عَن رَسُول الله ﷺ َ فِي الْأَسْوَاق لَيْسَ لَهَا أصل فَذكر مِنْهَا هَذَا الحَدِيث
قلت نقل الْحَافِظ السُّيُوطِيّ فِي اللآلئ عَن الْحَافِظ أبي الْفضل الْعِرَاقِيّ فِي نكته عَلّي ابْن الصّلاح قَالَ لَا يَصح هَذَا الْكَلَام عَن احْمَد فَإِنَّهُ قد أخرج الحَدِيث الْمَذْكُور فِي مُسْنده عَن الْحُسَيْن قَالَ وَهُوَ إِسْنَاد جيد وَرِجَاله ثِقَات انْتَهَى وَكَذَا جزم بِصِحَّتِهِ غير وَاحِد لَكِن قَالَ ابْن عبد الْبر إِنَّه لَيْسَ بِقَوي انْتَهَى
قلت فِي سَنَده يعْلى بن أبي يَحْيَى قَالَ أَبُو حَاتِم مَجْهُول وَوَثَّقَهُ ابْن حبَان وَرَوَى أَبُو دَاوُد حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع نَا يَحْيَى بن آدم نَا زُهَيْر عَن شيخ قَالَ رَأَيْت سُفْيَان عِنْده عَن فَاطِمَة بنت حُسَيْن عَن أَبِيهَا عَن عَلّي ﵃ عَن النَّبِي ﷺ َ مثله وَفِيه راو لم يسم وَقد رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه من طَرِيق فَاطِمَة عَن جدَّتهَا فَاطِمَة الْكُبْرَى عَلَى أَبِيهَا
1 / 65
وَعَلَيْهَا الصَّلَاة وَالسَّلَام وَقد جعل بَعضهم هَذَا الِاضْطِرَاب سَبَب الضعْف وَلَيْسَ ذَلِك بقادح فَإِن الْحُسَيْن ﵁ من صغَار الصَّحَابَة فَرُبمَا يثبت الْوَاسِطَة بَينه وَبَين النَّبِي ﷺ َ وَرُبمَا أسْقطه فَيكون من مَرَاسِيل الصَّحَابَة وَله شَاهد من حَدِيث ابْن عَبَّاس ﵄ أخرجه ابْن عدي من رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن يزِيد عَن سُلَيْمَان الْأَحول عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس ﵄ بِهِ مَرْفُوعا وَمن حَدِيث الهرماس أخرجه الطَّبَرَانِيّ من رِوَايَة عُثْمَان بن فائد عَن عِكْرِمَة بن عمار عَن الهرماس بن زِيَاد عَن النَّبِي ﷺ َ بِهِ وَعُثْمَان ضَعِيف وَرَوَاهُ الإِمَام مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَن زيد بن أسلم أَن رَسُول الله ﷺ َ قَالَ أعْطوا السَّائِل وَإِن جَاءَ عَلَى فرس وَهَذَا شَاهد قوي لحَدِيث يعْلى وَقد وَصله ابْن عدي من طَرِيق عبد الله بن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ وَلَكِن عبد الله بن زيد ضَعِيف وَرَوَاهُ أَيْضا من طَرِيق عمر بن يزِيد الْمَدَائِنِي عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة وَعمر أَيْضا ضَعِيف وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد من طَرِيق الْحسن بن عَلّي الْهَاشِمِي عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا لَا يمنعن أحدكُم السَّائِل أَن يُعْطِيهِ وَإِن كَانَ فِي يَده قلبا من ذهب وَقَالَ تفرد بِهِ الْحسن عَن الْأَعْرَج انْتَهَى وَالْحسن ضَعِيف وَهُوَ فِي مُسْند الفردوس أَيْضا وَبِالْجُمْلَةِ لَا شكّ فِي صِحَّته نظرا إِلَى مَجْمُوع طرقه وَالله أعلم
الحَدِيث الثَّانِي عشر
حَدِيث ثَوْبَان ﵁ فِي النَّهْي عَن التآمر أورد ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق ابْن عدي حَدثنَا هبيل بن مُحَمَّد ثَنَا عبد الله ابْن عبد الْجَبَّار الخبائري ثَنَا سعيد بن سِنَان ثنى رَاشد بن سعد عَن ثَوْبَان ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ َ لَا تسكن الكفور فَإِن سَاكن الكفور كساكن الْقُبُور وَلَا تؤمرن عَلَى عشرَة فَإِن من تَأمر عَلَى عشرَة جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة مغلولة يَدَاهُ إِلَى عُنُقه فكه الْحق أَو أوبقه الظُّلم قَالَ لَا يَصح سعيد بن سِنَان مَتْرُوك
1 / 66