نبيه فاق من مهده ، وأعهده يتزايد نبلا وأنا الآن على عهده . فحبي جميعه على """""" صفحة رقم 83 """"""
حسن أدبه مقصور ، ولقلبي منه شغل شاغل عن قاصرات الحور . وهو أخ جمعت فيه
المروءة والنخوة ، وأراه أحسن من آخيت ولا بدع فيوسف أحسن الإخوة . وقد مضت
لي معه أوقات وقيت كل صرف ، وكأنها خطوة طيف أو لمحة طرف . وقد أتحفني من
بنات فكره ، بذخائر توجب في الطروس تخليد ذكره . أتيتك منها بما يقضى له بلطيف
البداهة ، ويحكم له بالبراعة المتمكنة من مفاصل النباهة . فمن ذلك قوله من قصيدة ،
مستهلها : ( الكامل )
أقضيب بان حركته شمول
أم قدك الممشوق راح يميل
وشقيق روض قد علاه سوسن
أم خدك المتورد المصقول
ودخان ند قد أحاط بوجنة
أم ذاك مسك في الخدود يسيل
وشبا سيوف أم عيون جآذر
رمقت تحاول فتكنا وتصول
وسقيط طل أم لآل نظمت
فتخاله عرق الجبين يجول
وعقارب بزبانها تومي لنا
أم ذاك خال الخد أم تخييل
وظلام ليل ما نرى أم طرفه
هل لي إلى إدراك ذاك سبيل
قد خلت مذ ليل الغدائر قد بدا
أن ليس للصبح المنير وصول
لكن بلال الخال أشعر أنه
ضوء الجبين على الصباح دليل
فانهض إلى حث الكؤوس أخا الهوى
في روض أنس والنسيم عليل
وافتض بكر مدامة واستجلها
فلها إذا افتضت دم مطلول
كمذاب ياقوت بجامد فضة
في لحظ ساقيها الصبيح ذبول
حمرا إذا ما قام يترع كأسها
غنج اللواحظ طرفه مكحول
خلت المدام ووجهه لما بدا
شمسا وبدرا ما علاه أفول
وظننت كأس الراح في يده غدا
كهلال يوم الشك وهو ضئيل
لم أدر هل خضبت بأحمر خده
أم خده من كأسها مطلول
فاشربها صرفا فذلك شربه
Shafi 83