من الجفون لنا سريه """""" صفحة رقم 78 """"""
يا للعجائب إنني
أسطو على الأسد القويه
وتصيدني الطرر التي
هي لا مرا شرك الرزيه
وقوله : ( الطويل )
ترى من لصب لا تجف غروبه
على رشف معسول ترف غروبه
حليف غرام قد تناءت دياره
أليف سقام قد جفاه طبيبه
وقد لعبت فيه يد البين والنوى
وسدت عليه طرقه ودروبه
إذا ما غدت عنه من البين رعدة
أتت رعدة تضني وأخرى تريبه
خذي يا صبا عني رسالة مغرم
يحيى بها صنو الرشا وقريبه
وقولي سلام عن غريب تركته
وقد أعجز الأحياء منه نحيبه
فهل لبديد الشمل جمع وهل ترى
قتيل النوى والبعد يدنو حبيبه
فآه وآه كم ينادي بحرقة
فؤادي فلم يلق له من يجيبه
وله مضمنا : ( الوافر )
أهل تجدي إذا رحلو وساروا
عسى نفعا نعم والدار دار
ولكن بعد ما انتجعوا وشطوا
قلاصا لا يقر لها قرار
وجابت عيسهم بيدا وولوا
كما ولى اليمام المستطار
أأرجو من عسى فرجا وجفني
تضمنه انفراج وانفجار
وكل تلاعة من ماء عيني
غدت روضا تكنفه اخضرار
وكل حشاشة سقيت بدمع
له نوح وللنوح ادكار
أثار كان عندي مذ أثاروا
غراما ليس يصحبه اصطبار
فلي كبد محرقة وعين
مؤرقة وأدمعها غزار
ولي قلب عصاني من يعرني
به قلبا وهل قلب يعار
ومن تحائف غرره ، وزواهره فقره ، مراسلات أنيقة ، منها : مذ غرست أغصان
ألفات الحمد في رياض الطروس ، وأفاض عليها تيار البلاغة من قاموس الشكر ما لم
يحوه القاموس . وأمطرتها سحائب الفصاحة ببدائع درر ليست في البحر العباب ،
وأحاطت بها أبنية الأثنية من كل جانب وسرت إليها صبا القبول من كل باب . وفاحت
روائح نور تلك الطروس ، وتمايلت أغصان ألفاتها كالعرائس فنادى لسان القلم : لا عطر
بعد عروس . فكانت ثمراتها أدعية لا يقوم بوصفها لسان ، ولا يحصرها طرس ولا بنان .
ودون سنا أنوارها إشراق النيرين ، ومقامها سام على الفرقدين . محفوفة بأنواع التحيات
والتكريم ، ناشرة لما انطوى من الفضل الحادث والقديم . واصلة إلى بحر العلم الذي لا
Shafi 78