مجملة في الدهر بين كرامه """""" صفحة رقم 39 """"""
ودمت بخير ما حييت ونعمة
تنور ربع الفخر بعد قتامه
مدى الدهر ما غنت سويجعة الربا
وفاح بزاهي الروض نشر خزامه
7 - صالح بن إبراهيم بن المزور
هو عندي بمثابة ابني ، وإذا أثنيت عليه فبصالح أثني . فرابطتي معه علقة علائقه ،
وإني لا أرى غذاء روحي إلا في خلائقه . فإن بدا روى عيوني رواؤه ، وإذا تكلم أشبع
خاطري أداؤه . وإن غاب شمت حزني بفرحي ، ومتى حضر حضر سروري على وفق
مقترحي . فلله من روح حياة ضمت ضلوعه ، وقمر ملاحة في سماء النبل طلوعه . وهو
في مبدإ صوب قطرته من الغمامة ، وباكورة خروج زهرته من الكمامة . يحل من القلوب
بلطفه محل الروح من الجسد ، وتتحاسد عليه العيون والآذان فكأنما خلق لأجله
الحسد . وله أدب نفس وسليقة ، تحلى بحسن خلق وخليقة ، إلى خط كخط العذار أول
طلوعه ، وصوت يدعو القلوب قسرا إلى صبوته وولوعه . فكم حل بمغنى فسيح ، فمن
فيه بمعنى فصيح . وشعره عليه مسحة الحسن ، يوقظ بغرامياته الجفون الوسن . فمن
ذلك قوله : ( البسيط )
يا عين لا تهجعي فالسعد وافاك
وزار من تعشقي ليلا وحياك
مليحة صاغها نورا مصورها
فأفتنت كل ذي رأي وإدراك
تعلم السحر هاروت وأتقنه
من لحظها حين أرماه بأشراك
كم عاشق ضل في داجي الذوائب قد
أهداه نور صباح من محياك
حويت جنة حسن في الخدود علا
من فوقها عرش شعر جل عن حاك
وكنز ثغر حصينا بالعقيق حوى
جواهرا نظمت من غير أسلاك
يا طلعة البدر يا شمس النهار ويا
غصن الرياض وذات المبسم الزاكي
تالله لا أبتغي خلا يسامرني
يا ظبية أسرتني غير لقياك
لا سامح الله عذالا لنا عذلوا
لو عاينوا لغدوا من بعض أسراك
قوله : ' حويت جنة حسن ' إلخ ، استعمل العرش في الشعر ، والمشهور استعماله
في الخد ، كما قيل : ( الطويل )
غدا خاله رب الجمال لأنه
Shafi 39