إلى ذلك ولما اجتمع - ص ٢ ورقة ٩ ألف - غسل وكفن وصلى عليه ودفن إلى جانب عمه الشيخ عبد الخالق ﵀ وكان الشيخ عبد القادر المذكور من الصلحاء الأولياء الزهاد العباد وهو من أعيان أصحاب الشيخ عبد الله الكبير رحمه الله تعالى وقد ذكرنا نسب الشيخ عيسى وسقناه إلى كرز بن وبرة رحمة الله عليه حسب ما كتبه لي محمد بن اسماعيل بن أحمد بن الياس بن أخي الشيخ عيسى ﵀ وكان كرز بن وبرة الكوفي من الطبقة الرابعة من أهلها وكان زاهدًا عابدًا خائفًا مجتهدًا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيضربونه حتى يغشى عليه وسأل الله تعالى أن يعطيه الاسم الأعظم على أن لا يسأل به من الدنيا شيئًا فأعطاه الله ذلك فسأل الله أن يقويه على ختم القرآن فكان يختمه في اليوم والليلة ثلاث مرات ولم يرفع رأسه إلى السماء أربعين سنة حياء من الله تعالى وقال أبو سلمان المكتب صحبت كرزًا إلى مكة فكان ينزل فيصلي فرأيت يومًا سحابة تظله وكان يوما شديد الحر فقال أكتم علي فحلفت له وما حدثت به أحدًا حتى مات، وروى أبو نعيم عنه أنه دخل عليه وهو يبكي فقيل له ما يبكيك فقال بابي مغلق وستري مرسل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة وما ذاك إلا من ذنب أحدثته وكانت وفاته في سنة تسع وأربعين ومائة ولما رأى رجل فيما يرى النائم كأن أهل القبور جلوس على قبورهم وعليهم ثياب جدد فقيل لهم ما هذا قالوا إن أهل القبور كسوا ثيابا جددا لقدوم كرز عليهم، أسند كرز عن طاوس وعطاء والربيع بن خثيم
1 / 28