جيشه فلما أعتقل بالكرك مضى أبن مطروح إلى الخوارزمية وحرضهم على القيام بنصرة مخدومه ثم توجه إلى حماة وأقام بها لعلمه بميل صاحبها إلى الملك الصالح نجم الدين فلما خرج الملك الصالح من الاعتقال وملك الديار المصرية توجهه جمال الدين إلى خدمته وولي الخزانة ثم استنابه الملك الصالح بدمشق مع الطواشي شهاب الدين رشيد الكبير وجعله صورة وزير ثم تغير عليه في سنة ست وأربعين لما قدم الشام وعزله واستصحبه معه إلى الديار المصرية في أوائل سنة سبع وأربعين فأقام بالمنصورة إلى أن توفي الملك الصالح وهو متغير عليه معرض عنه بالكلية فلما قام الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ بتقدمة العساكر صحبه وقربه غاية التقريب وكان لا يصدر إلا عن رأيه في غالب الأمور فلما استشهد الأمير فخر الدين ﵀ انتقل جمال الدين إلى مصر ونزل بدار كان بناها على النيل وكتب على بابها.
دار بنيناها بإحسان من ... لم تخل دار قط من رفده
الملك الصالح رب العلى ... أيوب زاد الله في مجده
اليمن والتوفيق من حزبه ... والنصر والتأييد من جنده
أغنى وأقنى فالذي عندنا ... من نعمة الله ومن عنده
فقل لحسادي ألا هكذا ... فليصنع السيد من عبده
وقد سبق جمال الدين إلى ذلك أبو الفتيان بن حيوس شاعر