وَأَلْوَانِكُمْ﴾ [الروم:٢٢] (١).
ولأهمية هذا العلم توجَّهَت عناية العلماء لإفراده بالجمع والتصنيف، فكان كتاب «الأنساب» لأبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني من أعظم وأوسع وأشمل ما صُنِّفَ في هذا الباب، حتى قال ابن الأثير في وصفه (٢): «فلو قال قائل أن هذا تصنيف لم يسبق إليه لكان صادقًا، ولو زعم أنه استقصى الأنساب لكان بالحق ناطقًا».
إلا أن ابن الأثير ﵀ حين أمعن النظر في كتاب أبي سعد رأى أنه قد أطال واستقصى حتى خرج – في نظره- عن حد الأنساب وصار بالتواريخ أشبه، ووقف فيه على أوهام، فشرع حينها في اختصار الكتاب والتنبيه على ما فيه من غلط وسهو (٣)، فكان كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب».
ثم جاء بعدهما الحافظ السيوطي فاختصر كتاب ابن الأثير وأورد زيادات كثيرة عليه في كتابه «لب اللباب في تحرير الأنساب».
_________
(١) من مقدمة السمعاني على «الأنساب»: (١/ ٤٠٣).
(٢) «اللباب»: (١/ ٨).
(٣) المصدر السابق.
1 / 9