ما ضر أني عبدهن صبابةً ... وبنو الزمان وهن من عبداني
إن لم أطع فيهن سلطان الهوى ... كلفًا بهن فلست من مروان @فصل في ذكر المستظهر بالله أبي المطرف عبد الرحمن
@ابن هشام بن عبد الجبار الناصري، وشرح مقتله،
@وإيراد جملة من اشعاره، مع ما يتعلق بها
@وينخرط في سلكها من مستطرف أخباره
قال أبو الحسن: نقلت من خط أبي مروان بن حيان قال: كان عبد الرحمن هذا لبقًا ذكيًا، وأديبًا لوذعيًا؛ لم يكن في بيته يومئذ أبرع منه منزلة. وكان قد نقلته المخاوف، وتقاذفت به الأسفار، فتحنك وتخرج وتمرن فيها، وكاد يستولي على الأمر لو أن المنايا أنسأته. وكان عاد إلى قرطبة بعد تجواله؛ فدخلها مستخفيًا أيام القاسم بن حمود، وقد اضطرب سلطانه بها؛ فشاهد الفتنة الحادثة بين البرابرة وأهلها، وهم فيها بالوثوب، وبث دعاته إلى أهلها. فلم يصح له شيء مما أراده، وأنكر الوزراء المدبرون قرطبة أمره؛ فتجردوا لطلبه وطلب دعاته، فسجنوا