أنجبته للمعالي أسرة ... نزلوا للمجد أعلى الرتب
بنفوس من سناء غضة ... في جسوم بضة من حسب
ووجوه مشرقات أومضت ... ضاحكات في وجوه الكرب
لهم أيام حربٍ كثرت ... في عداهم داعيات الحرب
لم يطق عام قدمًا مثلها ... لا ولا عمرو بن معد يكرب
سحبوا من ذيل مجد إذ هم ... للوغى في ظل نقعٍ أشهب
يا ابن أم المجد خذها عبرةً ... جد قول يشتهى كاللعب
من بنات اللب زانتك كما ... زان صدر المهر حلي اللبب
خمرة من طيبها قد سبيت ... قطعت نحوك عرض السبسب فإن يراجع - أعزك الله - المؤتمن منصفًا فهو أولى به وأستر له، لا كقوم عندنا، حظهم من الفهم الحفظ، ومن العلم الذكر، وهذا حظ القصاص، وأعلى منازل النواح، فترى الممخرق منهم إذا قرئ عليه الشعر يزوي أنفه، ويكسر طرفه، وإذا عرضت عليه الخطبة يميل شقه، ويلوي شدقه، فإن تناولهما لم يبق ملحةً إلا حشدها، ولا أبقى عفصة فجةً إلا جلبها. وأصل قلة هذا الشأن، وعدم البيان، فساد الأزمنة، ونبو الأمكنة؛ وإن الفتنة نسخ للأشياء، من العلوم والأهواء، ترى الفهم فيها بائر السلعة، خاسر الصفقة يلمح بأعين الشنآن، ويستثقل بكل مكان. وهذا رأينا، وحربنا