163

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Bincike

إحسان عباس

Mai Buga Littafi

الدار العربية للكتاب

Inda aka buga

ليبيا - تونس

وإذا انتهى بنا القول إلى ذكر أبي محمد بن حزم، فأنا ألمع في هذا الموضع بلمعةٍ من خبره، حتى أدل على عينه بأثره؛ فإنه كان كالبحر لا تكف غواربه، ولا يروى شاربه.
وقد وجدت للشيخ أبي مروان بن حيان فصلًا أورد فيه ذكره، وجرده - زعم - لشرح أمره، وأنا أثبته بأسره.
قال ابن حيان: كان أبو محمد حامل فنون من حديث وفقه وجدل ونسب، وما يتعلق بأذيال الأدب، مع المشاركة في كثير من أنواع التعاليم القديمة من المنطق والفلسفة. وله في بعض تلك الفنون كتب كثيرة، غير أنه لم يخل فيها من الغلط والسقط، لجرأته في التسور على الفنون لا سيما المنطق، فإنهم زعموا أنه زل هنالك، وضل في سلوك تلك المسالك، وخالف أرسطاطاليس واضعه مخالفة من لم يفهم غرضه، ولا ارتاض في كتبه، ومال به أولًا النظر في الفقه إلى رأي أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وناضل عن مذهبه، وانحرف عن مذهب غيره، حتى وسم به، ونسب إليه، فاستهدف بذلك لكثير من الفقهاء وعيب بالذوذ، ثم عدل في الآخر

1 / 167