120

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Bincike

إحسان عباس

Mai Buga Littafi

الدار العربية للكتاب

Inda aka buga

ليبيا - تونس

محمد بن أبي عامر وقت حركته في دولة الحكم؛ فبلغ به المنازل الجليلة، وكان عنده مشهورًا بيمن النقيبة، وأخباره معه كثيرة.
وتبحبح عيسى بعد مهلك المنصور بن أبي عامر في دولة ابنه عبد الملك، فتناهى في الاكتساب بالحضرة وجميع أقطار الأندلس ضياعًا ودورًا، فات الناس إحصاؤها، واشتمل على الملك هو وولده وصنائعه. وكان لهم مع ذلك في سائر أعمال السلطان نصيب، وعلى كل عامل وظيف، ولم ينفذ توقيع إلا بأمره، ولا تم أمر إلا بمشورته. وكثر أعداء عيسى لوقته؛ فاحترس منهم جهده، وتيقظ في حراسة نفسه، ووالى كثيرًا من وجوه أهل الدولة، تصاهر لهم ببنيه وبناته، فسمت جماعته، ثم تصاهر أخيرًا إلى ابن أبي عامر، والذكر من عنده، زوج ابنه المكني أبا عامر أخت عبد الملك الصغرى من بنات المنصور، فتمت تلك المصاهرة في سنة ست وتسعين وثلثمائة، وكانت وليمة عظيمة. وتناهت بعد أمور عيسى في الجلالة، وأخذته الألسنة.
واتفق أيضًا عليه أن عبد الرحمن بن المنصور انبسط على أخيه عبد الملك في أول دولته بصحبة طائفة تخل به، فعرف عيسى أخاه عبد الملك بذلك؛ فحمله على كف عبد الرحمن عنه، فحقد على عيسى ورصد السعي عليه، واستفسد أيضًا السيدة " الذلفاء " أم عبد الملك وأساء إلى صنيعتها " خيال " أم ولده، والغلبة كانت عليه، ومن يتصل بهما بسبب نكاح عبد الملك بنات الجنان مولاته، كانت قد تأدبت بأدب

1 / 124