ثم خلى سبيله. وأما الأمير بشير، فلما اتصل به خبر الهزيمة سير أخاه الأمير حسنا وبعضا من أرباب المناصب في عسكر آخر، فلما بلغوا بعلبك فر الأمير جهجاه منها، فدخلوها فلم يجدوا بها قوتا لهم فرجعوا، ثم كتب الأمير بشير إلى الجزار يلتمس منه عسكرا للأمير قاسم يمكنه من قهر الأمير جهجاه؛ فسير إليه الجزار عسكرا وعززه الأمير بأشياخ الدروز ورجالهم، ولما وصلوا إلى بعلبك فر الأمير جهجاه منها فتعقبوه، فعاد إليها من طريق آخر ونهبها، ثم ولى إلى أنحاء يبرود. وأما الأمير يوسف، فلما ورد عليه جواب الجزار - وقد دعاه به إلى عكة - خرج من حوران في جماعته ومعه أخوه الأمير حيدر، ومثل بين يدي الجزار وفي عنقه منديل الأمان، فأكرمه الجزار وأنزله عنده فأقام خمسة أشهر، ثم توافقا على أن يكون الأمير يوسف واليا على أن يؤدي إلى الجزار ضريبة قدرها ستمائة ألف غرش كل سنة ويبقي الشيخ غندور مدبر الأمير رهنا على مبلغ الضريبة؛ فبعث الأمير يوسف إلى الشيخ يستقدمه إليه من الضنية، فلما مثل لدى الجزار أكرمه ورحب به، فما حلت سنة 1790 إلا والأمير وسف عليه خلعة الولاية، فكتب الشيخ غندور إلى أرباب المناصب في البلاد يخبرهم بذلك فسروا بذلك، وفرح الناس بهذا الخبر؛ لأن الأمير بشيرا كان ضاربا عليهم من المال ما هو فوق طاقتهم، وخرج الأمير بشير من دير القمر إلى نيحا غير باق له من الأنصار إلا الشيخ قاسم جانبلاط، وقدم الدير الأمير سيد أحمد ملحم والأمير قعدان محمد نائبين عن الأمير يوسف، وقدمها كذلك بعض أرباب المناصب يترقبون قدوم الأمير يوسف إليها، وبعض منهم سار إلى ملاقاة هذا الأمير، غير أن الأمير بشيرا تلافى الأمر وسار إلى الجزار قابلا بقدر الزيادة من الضريبة التي تقيد بها الأمير يوسف، وعرض ذلك على الجزار فوعده بالولاية؛ لأن الجزار كان أشد ميلا إلى الأمير بشير منه إلى الأمير يوسف، فكان هذا الميل مرجحا كفة الميزان إلى جانب الأمير بشير متى تساوى مقدارا الضريبة المعروضان، فخلع الجزار على الأمير بشير خلعة الولاية، وأمر بحبس الأمير يوسف وأخيه الأمير حيدر ومن كان مع الأمير يوسف من الوجوه، وسلب تابعيه خيلهم وسلاحهم، ثم أطلق سبيل الأمير حيدر والأمير حسين بناء على شفاعة الأمير بشير في أمرهما، وأما الأمير بشير فسار بالعسكر في الحال ومعه الأميران إلى دير القمر فالتقى بطريقه بالآتين لملاقاة الأمير يوسف، فأمر فيهم فاعتقلوا وسلبت منهم أسلحتهم وخيولهم، ثم خلى سبيل بعض منهم.
ولما أحس الأمير سيد أحمد والأمير قعدان - نائبا الأمير يوسف - بقدوم الأمير بشير فرا من دير القمر ببعض من أهل حزب الأمير يوسف، ولما بلغ الأمير بشير الدير ألقى القبض على البعض الآخر من أهل هذا الحزب وسجنهم وسير جباة يجبون الأموال زائدة عن أصلها، فولى بعض الناس إلى حوران فاسترجعهم الأمير بالقوة والعنف، ثم جمع الأموال وأرسلها إلى الجزار، وحدث في تلك السنة أن توفي الأمير محمد اللمعي، فضم مأتمه الأمراء من ذوي قربى الفقيد والوجوه من تابعيهم، فدار الحديث بينهم في قسوة الأمير وما تفضي إليه من خراب البلاد، فتآمروا عليه واتفقوا على تمهيد السبيل لأن يكون الأمير حيدر ملحم وابن أخيه الأمير قعدان على الولاية بدلا منه، وتحالفوا على ذلك وكاشفوا فيه سراة البلاد ووجوهها، فوافقهم كثيرون عليه، فطردوا جباة الأمير بشير؛ فعند ذلك جمع الأمير بشير من آنس منهم ميلا إليه من أرباب المناصب وحشد رجاله ورجالهم، ثم زحف بهم إلى عين دارة يريد أن يقهر المتنيين أرباب تلك الثورة، ووجه الأمير حيدر أحمد في خمسين رجلا إلى كفر سلوان، وأمره في بني حاطوم من الدروز أن يحرق منازلهم؛ لأنهم كانوا جمرة تلك الثورة، فسار هذا الأمير حتى بلغ كفر سلوان فطلع عليه أهلها، وقد انضم إليهم من استصرخوهم من أهل المتن، فاستعرت نيران الحرب بين الفريقين، فارتد الأمير حيدر إلى عين دارة حيث تربص الأمير بشير بالعسكر المتني في حمانا، وانضم الأمير حيدر ملحم إلى ابن أخيه الأمير قعدان بعبيه، فاجتمع إليهما بعض من أشياخ العمادية والنكدية، فلما درى الأمير بذلك برح عين دارة وولى راجعا إلى دير القمر وفي قلبه خوف أن يسبقه إليها أعداؤه.
ثم بعث إلى الجزار يخبره أن تلك الثورة من ثمرات دسائس الأمير يوسف ويلتمس منه أن يمده بعسكر يقوى به على قهر الثائرين، وبعث إلى الأمير ملحم حيدر والأمير قعدان يعدهما بتوقيف حركة الجباية ورد الصكوك التي عهد بها أهل البلاد أداء القدر الزائد عن الأموال الأميرية إليهم، فسكنا لذلك الوعد ومضى الأمير قعدان وبنو نكد إلى دير القمر، وعاد الأمير حيدر إلى بعبدا فإذا بعسكر من الأرناووط يبلغ ألف رجل بدت طلائعه عند المحلة المعروفة بحرجة بيروت كان قد أرسله الجزار قضاء لالتماس الأمير بشير، فولى الأمير حيدر ملحم بعياله من بعبدا إلى العبادية ليتحد مع المتنيين، أما الأمير بشير فوجه الأمير حيدر أحمد ومعه بعض من أرباب المناصب من دون العمادية إلى الحدث، فاتحدوا مع العسكر لمقاتلة المتنيين، فانحدر المتنيون وعليهم الأمير حيدر ملحم والأمراء اللمعيون إلى الساحل، ووقعت الوقائع بين الفريقين، فانكسر المتنيون وهلك منهم عدد كبير، وأما الأمير يوسف وما كان من أمره فهو أن الجزار لما وصله كتاب الأمير بشير وعلم ما به من الشكوى من دسائس الأمير يوسف غضب على هذا الأمير، وكتب وهو بالمزاريب من طريقه إلى الحج إلى نائبه بعكة يأمره بقتل الأمير يوسف ومدبره شنقا، ولكنه ما لبث أن ندم بعد الصحو من سورة الغضب فبعث حالا إلى نائبه يبطل الأمر الأول، فبلغ الأمر الثاني النائب قبل أن ينفذ الأمر الأول؛ فستره النائب مغرى على ذلك من ابن السكروج لحقد في قلب هذا على مدبر الأمير الشيخ غندور، وأنفذ الأمر الأول فقاد الاثنين إلى المشنقة، أما الأمير فعلق ومات، وأما الشيخ فمات خوفا قبل أن يعلق.
مات الأمير يوسف تلك الميتة وعمره أربعون سنة ومدة ولايته سبع وعشرون سنة تسع سنين منها قضاها واليا على جبيل والمدة الباقية واليا بدير القمر، ولما رجع الجزار أسف على الأمير يوسف، وإذ تحقق خيانة ابن السكروج قتله وسلب أمواله، ثم كتب إلى الثغور يأمر عمالها أن ينيلوا الأمير بشيرا حاجاته ويمنعوا عن لبنان الأقوات، وبعث إلى متسلم دمشق (عاملها) أن يعد عسكرا لمساعدة الأمير، ووجه الأمير أسعد عامل حاصبيا في عسكر إلى البقاع، فانضم إليه أخو الأمير بشير الأمير حسن منفذا من أخيه لمساعدة الأمير أسعد، فلما بلغ المتنيين زحف الأمير أسعد إلى البقاع قاموا لمحاربته، فحدثت بينهما وقائع كثيرة، واتسع حينئذ نطاق العصيان على الأمير بشير حتى شمل أهل الغرب والشجار والجرد وأهل دير القمر، فسطوا على المغاربة من رجال الأمير وقتلوا منهم خمسة عشر رجلا، فكبر ذلك على الأمير وأوجس خيفة من تفاقم العصيان، فولى بالمغاربة عسكره ومعه الشيوخ الجانبلاطية إلى صيدا ، وبعث إلى الجزار يكشف له واقع الحال، فأرسل الجزار إلى الأرناووط النازلين بضواحي بيروت أن يرجعوا إلى صيدا فرجعوا، ولما بلغوا السعديات من طريقهم طلع عليهم النكدية من مكانهم هنالك وأصلوهم نارا حامية، وقتلوا منهم مائتي رجل وغنموا أسلابهم.
ثم كتب الجزار إلى قائدي عسكريه بصيدا والبقاع أن يتوافيا إلى المتن لقهر أهلها العصاة، فسار الأمير بشير بعسكر صيدا حتى بلغ اليابس بالقرب من صحراء الشويفات، وإذا بأهل الشحار والغربين هناك يترقبونه للقتال، فجرت واقعة بينهما كان الفوز فيها للأمير، فظل سائرا حتى وصل حرجة بيروت، حيث وفد عليه بعض من ذوي قرباه ومن الشيوخ، وأما المتنيون - وقد ظاهرهم سائر أهل البلاد وانضموا إليهم - فانقسموا بإجماع الرأي إلى عسكرين: عسكر يزحف إلى قب إلياس لمقاتلة العسكر الطالع عليهم من صوب البقاع، وعسكر يزحف إلى العبادية لمقاتلة العسكر النازل بضواحي بيروت. وإذ سير الأمير بشير الأرناووط وعليهم الأمير حيدر أحمد إلى اللويزة والشياح فأحرقوهما ثم رجعوا إلى معسكرهم؛ احتشد الرجال من المتن والغرب ودهموا المعسكر فكسروه، فارتد عليهم بالرجال فكسرهم إلى الشويفات، وقتل منهم ثلاثون رجلا. ولما اتصل ذلك بالأمير قعدان انحدر برجاله ومعه العمادية والنكدية إلى الشويفات، وسار الأمير حيدر ملحم من العبادية إلى حمانا، وانضم إلى الأميرين أمراء حاصبيا؛ فاجتمعت إليهما رجال البلاد، فولى الأمير بشير بعسكره وقد خشي أن يدهمه الأعداء إلى رأس بيروت. وحدث في خلال ذلك أن عسكر دمشق زحف إلى زحلة، فطلع عليه أهلها وهزموه، فاستمد قائده النجدة من دمشق فأتته النجدة، فلما علم الأمراء اللمعيون بذلك أرسلوا رجالا يخفرون زحلة، فخرج أهلها منها لثقل وطأة الخفراء وأتوا المتن، فلما أحس بذلك الأعداء زحفوا إلى البلدة ودخلوها بعد أن فر الخفراء منها هاربين، فنهبوها ثم أحرقوها، ثم جاءوا تعنايل فأدركوا بعضا من اللبنانيين هناك؛ فاستعرت بين العسكر وبين هؤلاء نيران الحرب، ولم يلبث هؤلاء أن عززوا بنجدة من أهل الجبل، فانقضوا على العسكر فولى منهزما إلى بر إلياس وقد قتل منه أربعون رجلا ومن اللبنانيين اثنا عشر رجلا.
ثم تعقبه اللبنانيون إلى بر إلياس وبطشوا به بطشة كبيرة؛ فولى مدبرا إلى دمشق وترك للبنانيين مغانم شتى، فأحرق اللبنانيون القرية. ثم اتفق أرباب المناصب في البلاد أن يستسفروا الشيخ قاسم جانبلاط لدى الأمير بشير في الصلح على أن يدفعوا إلى الأمير خمسمائة ألف غرش، ويصرف عنهم عساكر الجزار، ويعود هو إلى الولاية كما كان؛ فلم يركن الأمير إلى ذلك وآثر الحرب فأثارها، ودارت الدوائر على رجاله ولا سيما الأرناووط منهم، فقد قتل منهم أربعمائة رجل، ومن اللبنانيين اثنان فقط، ولما كان الجزار قد آن أوان مسيره للحج استرجع العساكر، فرجع بعضها إلى صيدا وبعضها إلى عكة، ورجع عامل حاصبيا الأمير أسعد إليها، وأما الأمير بشير فرجع من بيروت بخمسمائة فارس وألفي راجل إلى صيدا بحرا؛ لأنه قد اتصل به أن اللبنانيين قطعوا عليه طريق البر عند الدامور، فأمر الجزار الأمير أن يتربص بجماعته في صيدا حتى يعود من الحج، وكان في جماعة الأمير: أخوه الأمير حسن، والأمير أسعد يونس، والأمير حيدر أحمد، والأمير مراد اللمعي، والشيخ قاسم والشيخ خطار الجانبلاطيان.
أما الشيخ قاسم جانبلاط، فلم يلبث أن خرج من صيدا إلى الجبل؛ تلبية لدعوة من دعاه من ذوي قرباه، وأما ما كان من أمر الأمير حيدر ملحم والأمير قعدان فإنهما توجها إلى دير القمر؛ حيث استقدما إليهما أرباب المناصب في البلاد وتداولا معهم، فاستقر رأي الجمهور أن يقاوموا الجزار إن أصر على تولية الأمير بشير عليهم، فلما رجع الجزار كتبوا إليه وهو بدمشق أنهم قوم يلتمسون رضاه عنهم ويخفضون له جناح الطاعة، ولكن لا يرضون بولاية الأمير بشير عليهم لظلمه إياهم، ولا يقومون من الأموال الأميرية إلا بأداء القدر المضروب قديما، ثم يلتمسون منه أن ينعم بخلعة الولاية عليهم على الأمير حيدر ملحم وابن أخيه الأمير قعدان، فلم يعرهم الجزار أذنا واعية، وأنعم بخلعة الولاية على الأمير بشير.
وكان هذا الأمير لما بلغه خبر قدومه من الحج ترك الأمراء ذوي قرباه بصيدا وسار ومعه الأمير مراد اللمعي والشيخ خطار جانبلاط للقائه عند صحراء المزاريب في منزلة الرمتا، وصحبه إلى دمشق حيث أنعم عليه بالخلعة وعززه بعسكر كبير، فسار الأمير بالعسكر إلى حاصبيا حيث وافاه أخوه الأمير حسن والأمير أسعد، فأبقى الأمير أسعد بحاصبيا وأبقى له الأرناووط لخفارتها والذود عنها، وسار هو بأخيه في بقية العسكر إلى صيدا ثم انتقل منها إلى علمان، ولما أحس اللبنانيون بقدومه سيروا عسكرا من الشوف إلى حاصبيا لإخراج الأرناووط منها، فلما بلغها هجم على الأرناووط فاضطروهم أن يتحصنوا في السراي من البلدة، فرجع العسكر عنها إلى البلاد، ولم يبق منه إلا خمسمائة رجل أقاموا على حصار الأعداء، وقد اشتد الضيق بالمحصورين حتى إنهم سألوا اللبنانيين أن يبيحوا لهم الخروج من المعقل بالسلاح والمتاع فأبوا ذلك عليهم، وما زالوا بهم حتى أقبل الأمير بشير برجاله على حاصبيا، فاضطروا عندئذ أن يولوا عنهم لمقاتلة الأمير، فأصلوه نارا حامية وكسروا عسكره، فولى منهزما إلى المحلة المعروفة بالخان، فخرج المحصورون وساروا في أثر اللبنانيين، والأمير اختار فريقا من فرسان عسكره المهزوم وانكفأ عليهم من جهة أخرى، فانتصر عليهم بعد قتال شديد ؛ إذ فقد من الخمسمائة في تلك المعركة مائة وثمانية عشر رجلا، ثم كتب الأمير إلى الجزار يبشره بذلك الأنصار، وسار بعسكره إلى البقاع فبعث إليه الجزار أن يرجع بعسكره إلى صيدا حتى يسير منها إلى إقليم الخروب ويفتتح محاربة الجبل من هناك لقرب موارد الإمداد، فرجع الأمير وسار بحسب أمر الجزار في العسكر إلى إقليم الخروب، وكان عدده اثني عشر ألف مقاتل، فعسكر ببعض منه في عانوت، ووجه البعض الآخر إلى داريا وشحيم، وأما الأمير حيدر والأمير قعدان فعسكروا برجالهم في عين بال وبعقلين.
ووقعت بين الفريقين عدة وقائع في وادي نهر الحمام من الجاهلية إلى عين بال كان الحرب فيها سجالا، ثم أجمع الأميران وأرباب المناصب على البطش بعسكر الأمير بشير البطشة الكبرى بأن يهجموا عليه جميعا دفعة واحدة، ولكن حدث من الشيخ قاسم جانبلاط ما راب الأميرين من خيانة رجالهما فهما لذلك بأن يفرا، ولكن النكدية دبروا لعسكر الأمير بشير مكيدة على يد رجل شجاع اسمه حنا بيدر من كرخا من قرى إقليم الخروب انتصروا بها انتصارا كبيرا؛ إذ فتك هذا الرجل ومعه خمسمائة مقاتل في عسكر الأمير بشحيم فتكا ذريعا كاد يلحق الفشل بسائر العسكر لو لم يسكن الأمير بشير اضطراب قومه ويثبت جأشهم، فتشددت بذلك الانتصار عزائم الأميرين وعسكرهما.
ودامت الحرب بين الفريقين حتى وافى قوم الأمير من عساكر الجزار العسكر الذي جاء شرقا من أنحاء البقاع، وكان قد قتل منه عدد كبير في ما جرى له من الوقائع مع الأمير جهجاه الحرفوشي وأهل زحلة، وكانت الغلبة في ذلك للأمير جهجاه والزحليين؛ فحينئذ انتصرت عساكر الأمير بشير على قوم الأميرين، ولكن لما بلغت هذه العساكر مرج بعقلين حدث انشقاق بين قائدي العساكر القره محمد قايد العساكر الزاحفة من إقليم الخروب والمنلا إسماعيل القادم من البقاع بألف فارس وأربعمائة فارس، وسبب ذلك التحاسد بينهما، فتقاعد القره محمد عن القتال؛ إذ رأى أن النصر جاء في وجه المنلا إسماعيل، فوقع الشيخ جهجاه العماد بثلاثمائة من رجاله على عساكر الأمير بشير وقوع البوازي، فارتدت العساكر متقهقرة إلى عانوت، فثبت بذلك جأش قوم الأميرين، فرجعوا إلى عين بال وزحفوا منها بعد أن انضم إليهم كثيرون من المقاتلين إلى عانوت، حيث كان المنلا إسماعيل معسكرا برجاله، فوقعت هنالك بين الفريقين وقعة كبيرة ذهبت بحياة كثيرين من الجانبين.
Shafi da ba'a sani ba