302

Dhakhair

الذخائر والعبقريات

Mai Buga Littafi

مكتبة الثقافة الدينية

Inda aka buga

مصر

Nau'ikan

دون قتالٍ أو نزال، لا يمكننا حِذارُه ولا يتهيّأ لنا دفاعُه، ثم قال في البيت الثاني: ونَرْتَبِط الخيولَ الكريمةَ ومع هذا لا تُنجينا من طلبِ الدَّهْرِ إيّانا وخَبَبِ لياليه في آثارنا:
كأنّنا في حُروبٍ مِن حَوادثِه ... فَنَحْنُ مِن بينِ مَجْروحٍ ومَطْعونِ
وقد تقدَّم معنى البيت الثالث.
موتُ الفُجاءةِ والصَّحيحُ يموت
قيل لأعرابيٍّ: مات فلانٌ أصحَّ ما كان! فقال: أوَصحيحٌ مَنِ الموتُ في عُنقِه! وكان الحسن البصريُّ يقول في دعائِه: اللَّهُمَّ أجِرني من أن أكونَ مُخْتلسًا أي يختلسه الموتُ على غَفْلة وفي الحديثِ: (بادِروا بالأعمال مَرَضًا حابِسًا أو مَوْتًا خالِسًا) وقيل لأعرابيٍّ: كيف مات أبوك؟ قال: مات سِرًّا أي فَجْأة وقال الشاعر:
ورُبَّما غُوفِصَ ذو غِرَّةٍ ... أَصَحَّ ما كانَ وَلَمْ يَسْلَمِ
يقال: غافَصَ الرَّجلَ مغافَصَةً وغِفاصًا. أخذه على غِرَّةٍ فرَكِبَه بمَساءةٍ وقيل لرجل: ما كان سببُ موتِ فلان؟ قال: كونه أي وجودُه والبيتُ المشهورُ في هذا:
مَنْ لَمْ يَمُتْ بالسَّيْفِ ماتَ بِغَيْرِه ... تَنَوَّعِتِ الأسْبابُ والموتُ واحِدُ
كل إنسان مُعرّض لموته أو موتِ أحِبّته
قال حكيم: من طالَ عُمُرُه رأى المصائِبَ في إخوانِه وجيرانِه، ومن قَصُرَ عُمُره كانت مصيبتُه في نفسِه؛ وقال الشاعر:

1 / 291