296

Dhakhair

الذخائر والعبقريات

Mai Buga Littafi

مكتبة الثقافة الدينية

Inda aka buga

مصر

Nau'ikan

غفلة الناس عن الموت
قال أبو العتاهية:
النّاسُ في غَفلاتِهِمْ ... ورَحَى المَنيَّةِ تَطْحَنُ
وقال الحسن البصريُّ: ما رأيتُ يَقينًا لا شكَّ فيه أشبهَ بشكٍّ لا يقينَ فيه مثلَ الموتِ وقد تقدم وقال عمر بن عبد العزيز في خُطبة له: ما هذا التغافلُ عمّا أمِرْتُمْ به، والتَّسَرُّعُ إلى ما نُهيتُم عنه! إنْ كُنْتُمْ على يقينٍ فأنتُمْ حَمْقى، وإنْ كُنتم على شكٍّ فأنتُمْ هَلْكى. . .
وقال شاعر:
ونأمُلُ مِن وعْدِ المُنَى غَيرَ صادِقٍ ... ونأمَنُ مِن وَعْدِ المَنَى غَيْرَ كاذِبِ
نُراعُ إذا ما شِيكَ إخْمَصُ بَعْضِنا ... وأقْدامُنا ما بينَ شَوْكِ العَقارِبِ
المُنى: جمعُ المُنْية وهو ما يتمنّاه المرءُ، والمَنى: الموت، وأصلُه القدر تقول: مَنى اللهُ لك ما يسرُّك: أي قدَّر اللهُ لك ما يسرُّك ويسمّى الموتُ بالمَنى لأنّه قُدِّر علينا وقيل: من لم يَرْتدِعْ بالموتِ وبالقُرآنِ ثم تناطَحَتِ الجبالُ بينَ يديْه لم يرتَدِعْ.
لا ينجو من الموت أحد
قيل: من لَمْ يمُتْ عاجلًا مات آجلًا؛ وقال أميّةُ بن أبي الصَّلت:
مَنْ لَمْ يَمُتْ عَبْطةً يَمُتْ هَرَمًا ... للمَوْتِ كأسٌ والمَرْءُ ذائِقُها
ما لَذّةُ النَّفْسِ في الحَياةِ وإنْ ... عاشَتْ قليلًا فالمَوْتُ لاحِقُها
يَقودُها قائِدٌ إليهِ ويَحْ ... دُوها حَثيثًا إليهِ سائِقُها

1 / 285