وحج عبد الملك في خلافته سنتين، إحداهما سنة خمس وسبعين . فهم شبيب بن يزيد -أحد الخوارج- أن يفتك به، فبلغه ذلك، فاحترس وكتب إلى الحجاج بن يوسف بعد انصرافه يأمره بطلب صالح بن مسرح وغيره من الخوارج. فكان من أخبارهم ما قد ذكر في موضعه.
وخطب عبد الملك الناس بالمدينة النبوية، فقال -بعد حمد الله و{الثناء} عليه-: "أما بعد، فإني لست بالخليفة المستضعف -يعني {عثمان}، رضي الله عنه-، ولا بالخليفة المداهن -{يعني معاوية}-، ولا بالخليفة المأبون -{يعني يزيد بن معاوية}-، ألا وإني لا أداري هذه الأمة إلا بالسيف، حتى تستقيم لي قناتكم وإنكم تكلفونا أعمال المهاجرين الأولين ولا تعملوا مثل أعمالهم، وإنكم تأمروننا بتقوى الله
Shafi 234