لسبع عشرة خلت من {جمادى الأولى} -وقيل: جمادى الآخرة- سنة {ثلاث} وسبعين، وصلب بعد قتله بمكة.
وبدأ الحجاج بحصاره من أول ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين. وحج بالناس الحجاج في ذلك العام، ووقف بعرفة وعليه ذرع ومغفر. ولم يطوفوا بالبيت في تلك الحجة. فحاصره الحجاج ستة أشهر وسبعة عشر يوما إلى أن قتل.
ولما غزاه أهل الشام في أيام {يزيد بن معاوية} احترقت الكعبة -في سنة أربع وستين- وتركها ابن الزبير ليشنع بذلك على أهل الشام. فلما مات يزيد واستقر الأمر له، هدمها إلى الأرض وبناها على قواعد إبراهيم -عليه السلام-، وادخل فيها الحجر وجعل لها بابين. فلما قتل الحجاج عبد الله بن الزبير هدم {بناء} ابن الزبير من الكعبة -في سنة أربع وسبعين- وجعلها على ما هي عليه الآن، كما قد ذكرت ذلك في كتاب «الإشارة والإعلام {ببناء} الكعبة البيت الحرام» ذكرا شافيا.
Shafi 230