ولما شرعوا في الهدم صاح الأشراف ووجوه الناس من بني هاشم وغيرهم وتباكوا مثل يوم مات النبي ﷺ إلى آخره ..
انظر قولهم: فلا يعمرون فيها إلا بقدر الحاجة وهو ما يستر ويُكِن. لأن هذا هو المراد من المسكن أن يستر أهله ويُكنّهم من الحر والبرد والمطر وما عدا ذلك فهو مذموم كما تقدم.
أياباني الدنيا لغيرك تبتني ... ويا جامع الدنيا لغيرك تجمع
ألم تر أن المرء يحبس مالَهُ ... ووارثه فيه غدًا يتمتع
كأن الحماة المشفقين عليك قد ... غَدَوْا بك أو راحوا رَواحًا فأسرعوا
وما هو إلا النعش لو قد دَعَوا به ... تُقَلّ فتلقي فوقه ثم تُرْفع
قال عمر ﵁: والله لكأن الدنيا في الآخرة كلها كنفجة أرنب.
يا ساكن الدنيا أتعمر منزلًا ... لم يبق فيه مع المنية ساكن
الموت شيء أنت تعلم أنه ... حق وأنت بذكره متهاون
إن المنية لا تؤامر من أتت ... في نفسه يومًا ولا تستأذن
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ، وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ) [الشعراء: ١٢٨، ١٢٩] قال: