فقالت جورجيا مضطربة أيضا: تقول إن عندها بلاغا من الهيكل مباشرة.
فجزعت الملكة ولم يسعها إلا أن تقول: سمعا وطاعة وخضوعا للهيكل.
ولم تنتظر الكاهنة الإذن فدخلت وانحنت للملكة، وقالت بصوت جهوري ضخم: الويل على الأبواب إذا لم تتداركه الضحية.
عند ذلك وقعت الملكة على المقعد منصعقة، وفي الحال خرجت رئيسة الكاهنات، وما لبث أفريدوس أن دخل من باب الحجرة السرية قلقا مضطربا.
5
وجلس أفريدوس إلى جنب الملكة عاطفا عليها ممسكا بكفيها، وقال: فديتك يا نعيمي السرمدي. وبعد هنيهة قال: عسى أن تكوني قد اقتنعت أنه لم يبق لنا إلا الفرار الليلة من هذا القصر إلى القصر الجاريجاري.
فتشددت الملكة قليلا وقالت: الويل لي، كيف الفرار من الويل الذي أنذر به الهيكل؟ أما سمعت إنذار رئيسة الكاهنات الأخير الآن؟ - يا للسذاجة، أوما سمعت خبر أنيدون منذ برهة أن جيهول ابن رئيس كهنة جاريجاريا هو المدبر المكدية بالتواطؤ مع الرئيسة. - رئيسة الكاهنات لسان الهيكل، والهيكل مقام الإله، فهي تتكلم بلسان الإله. وا شقوتاه!
فقال أفريدوس مقنعا: إذا فررت معي خاب تدبير الكهنوت، وأخفق إنذار الهيكل، وحبطت المكيدة على مدبريها، فلا بد من تقرير الأمر الليلة وإلا فات كل تدبير.
فقالت الملكة يائسة: لو قبلت أنت اقتراح الفتاة أنيدون لنجوت بنفسك. - لو شئت النجاة وحدي لما احتجت إلى تدبير فتاة حتى ولا إلى تدبير ملكة. إن قوائم جوادي الأربع تصل إلى الحدود قبل بصره، أستطيع أن أفر في رائعة النهار، وأبرع فارسة عندك لا تستطيع أن تنال مني لمحة عين. - لماذا لم تفر؟ - عجبا، ألم تفهمي بعد أني لا أهتم بخطة تضمن سلامتي، بل بالخطة التي تضمن سلامتك أولا. - دعني للقدر ولدهاء أمي. - لا أثق بالقدر، ولا آمل بدهاء أمك بعد الذي ظهر من استنكارها لحبنا. - لعلك تعذرها إذا علمت أنك أمير جارجاريا الوارث عرشها. - حاذري أن تبوحي لها بهذا السر لئلا يشتد إيجاسها تخوفا على العرش الذي تنازلت عنه لك، حذار فهي الخصم الألد.
فقالت الملكة مستسلمة لليأس: إذن أنا أستسلم للظروف مهما كانت سيئة جزاء لتورطي، فارحل أنت ولا تقاسي نقمة الآلهة، هي ويلات واقعة حتما لا مفر لي منها؛ لأن نبوءة الهيكل صادقة. - يا للسذاجة! ليس لعقل أن يرى حادثا قبل وقوعه، فما نبوءة الهيكل إلى مكيدة ضدك، فإذا فررت كذبت النبوءة وخابت المكيدة، وإذا بقيت هنا كنت أنت المتممة للنبوءة في نفسك. يستحيل أن أدعك للظروف.
Shafi da ba'a sani ba