إلى أن قال الفقيه المذكور -رحمه الله-: ولما انتهى القرطاس إلي سألني من ينبغي مني إسعافه ويتوجب(1) علي إنصافه من الإخوان المودين، ذوي المراتب العالية، أن أتكلم على ما تضمنه القرطاس بالنقض والإبطال، وأوضح الفرق بين الهدى والضلال، إلى قوله: فلم أر إلا إسعاد السائل، لحق أخوته في الدين، ولعلمي بأن الذي ندب إليه وعول عليه، من الأمور التي يتقرب بها إلى رب العالمين لوجوه: أولها:[343] ما أمر الله تعالى به من إظهار العلم وإعلانه، وتوعد على إخفائه وكتمانه، حيث قال سبحانه{إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا}[البقرة:159،160]، وقال النبي : ((إذا ظهرت البدع ولم يظهر العالم علمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين))(2).
وقال: ((من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا))(3).
Shafi 120