ولما بلغ السلطان ما كان من أسد الدين جهز الأمير علم الدين سنجر الشعبي(1) مغيرا إلى صنعاء فارتفع الأمير أسد الدين من محطته ولحق ببلاد الشرق وبقي يتردد من ظفار(2) إلى تعز وحينا مع أولاد المنصور فلم يزل يتلطف له السلطان حتى قبضه بعد أن أمر إليه(3) الأمير علي بن يحيى والأمير عبدالله بن العباس، فلما وصل إليه الأمير شمس الدين علي بن يحيى بكى عنده وتألم من القبض على أبيه وأخيه، وقال له: لعلك في القرب أنفع لهم من البعد، ولعلنا ننتظر فرصة من الدهر فنفعل كذا وكذا. فنقل ذلك إلى السلطان، فقبض عليه وعلى علي بن يحيى فقيدهما، وأرسل بهما إلى حصن تعز. فلما دخل الأمير أسد الدين على أخيه وأبيه(1) وعمه وابن أخيه محمد بن خضر، جعلوا يعاتبونه ويخاصمونه، فقال لهم: يا هؤلاء لا نكون مثل أهل جهنم كلما دخلت أمة لعنت أختها. فلم يزالوا في السجن حتى ماتوا إلا محمد بن خضر، فإنه أطلق من السجن بعد وفاة علي بن يحيى، وبقي في مسكنه بالمنظر حتى مات(2).
ولما قبض الأمير علي بن يحيى وكان مقطعا(3) صنعاء واعمالها كما ذكرنا طلع عقيبه نائبا بصنعاء الطواشي نظام الدين(4) ورجعت المحاط على فدة(5) وبراش وظفر(6)، فأقام(7) مدة ثم طلع بعده فيروز(8) فأقام أياما قلائل، ثم طلع الأمير عز الدين هبة بن الفضل مستخلصا للأموال.
Shafi 100