وطلع الأمير علم الدين أحمد بن القاسم بعساكر كثيرة، فقبض حصون مسور جميعها ورتب فيها وتقدم إلى أمير المؤمنين -عليه السلام- إلى محطته في بيت علمان، فلما مثل بين يديه، راجعه في أمور مسور وحملان، لما كان الإمام -عليه السلام- قد أزمع على النهوض بعد أن قبض جملة من المال الذي عاقب به قوما من عوام الباطنية ومن يجري مجراهم، فأخذ منهم ألوفا كثيرة لما رأى في ذلك من المصلحة.
وكان الإمام -عليه السلام- قد نفى رجلا من كبار الباطنية وعلمائهم بل هو أكبرهم في الجهات المغربية، والذي يرجعون إليه يقال له: حارث بن سلمة من بني أعشب قد أتى عليه من السنين نحو من ثمانين سنة، وكان يسكن في موضع يقال له: الصمع فأيد الله أمير المؤمنين على تلك الناحية واستولى على طرب وبيت قدم وأخذ الصمعين والأقمر، فهرب عدو الله حارث ، فقيض الله [تعالى](1) لزمه فقبض هو وولده في حازة من حواز الشرف الأسفل(2) وكان قصده تهامة، ثم يتصل منها ببلاد يام(3) من جهة الشام، فظفر به قوم من أنصار الإمام -عليه السلام- وساروا به وبولده حتى قربوا من شاهق فرمى ولده بنفسه فتقطع إربا إربا وبقي والده واحتفظوا(4) به حتى اوصلوه(5) إلى الإمام -عليه السلام- إلى بيت علمان، فأمر بضرب عنقه.
Shafi 309