فلما كان اليوم الثاني خرج الإمام -عليه السلام- بمن معه وعزم على التقدم ليفك المحطة على أهل ضبوة، فلما بلغ بعض الطريق، بلغه العلم أن أسد الدين قد استولى على أهل ضبوة، فساءه ذلك وأغتم المسلمون، وذلك أن أهل ضبوة اشتد عليهم الأمر وانقطعت عنهم[398] الغارة(1)، وهم في غير موضع يمتنعون فيه، ولا فئة يرجعون إليها، فجرت بينهم المخاطبة بعد قتال عظيم استشهد منهم خمسة نفر، أربعة من سنحان الذين هم أهل ضبوة، وأذم أسد الدين على الأمراء كافة وأعطاهم سيفه وأنهم لا يعترضون، فلما خرجوا إليه قبض عليهم ولم يرقب إلا ولا ذمة فأسر الأمراء المذكورين، وأسر الشيخ أحمد الرياحي(2) وعدة من المجاهدين، وفلت البعض. وأمر بالأمراء [إلى](3) براش وفرق كثيرا من الأمراء في الحبوس، وتغمدهم أعداء الله بالعذاب والنكال وأمر أسد الدين أن يقيد الأمراء فقيدوا ليلة، فلما علم أمير المؤمنين ذلك ساءه وأمر إلى أسد الدين وأقسم إن لم يفك القيود ليأمرن أن يقيدوا المرهون في بيت ردم واشتدت عليه العقوبة، فندم أسد الدين وأمر بفك القيود، وكان المرهون في بيت ردم ولده، رهنه إلى الإمام في الوفاء بالعقود التي انعقدت بينه وبين الإمام [عليه السلام](4) حين وقع الصلح، وخرج من براش، فلم يلبث أن نكث وعاب وخاب، وهي شنشنة معروفة من أخزم عندهم(5).
Shafi 291