دعوة الرسل عليهم السلام
دعوة الرسل عليهم السلام
Mai Buga Littafi
مؤسسة الرسالة
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٣هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٢م
Nau'ikan
والإغواء، وتحقيق التعاطف والمودة مع الدعوة، وذلك خطاب للروح والوجدان، وبخلاف الترغيب يكون الترهيب، فهو قائم على تخويف المستمع من خطأ يفعله ليبتعد عنه، والترغيب والترهيب واضح في أسلوب نوح ﵇.
وتعد الأساليب البيانية من قبيل الموعظة؛ لأنها تركز الصور اللفظية العديدة حول معنى واحد لإقناع المستمع به.
ومن الموعظة الحسنة الاستفهام، والحوار، وإبطال دليل المعارضين.
وبتتبع قصة نوح ﵇ في القرآن، نرى العديد من صور الخطاب والبيان ...
الركيزة الثالثة: أثر الإيمان
الإيمان بالله تعالى، والاستجابة الصادقة لدعوة الرسول، من أهم عوامل تأليف القلوب، وتحقيق الوحدة بين المؤمنين؛ لأن هذا التآلف جزء من الإيمان نفسه، وحين يعجز المؤمن عن تحقيقه في ذاته، فعليه أن يتهم نفسه بضعف الإيمان؛ لأنه لو صدق في إيمانه لشعر بأخيه المؤمن جزءا متمما لإيمانه، فالمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر، يقول النبي ﷺ: "مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مَثَلُ الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" ١.
وفي قصة نوح ﵇ ما يؤكد قوة الرابطة الإيمانية، وضرورتها للتآلف، وتحقيق التماسك بين المؤمنين؛ لأنها لو فُقدت فلا قيمة لأية رابطة، وبخاصة مع المؤمنين، يقول الله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ٢.
١ صحيح مسلم بشرح النووي، باب تراحم المؤمنين ج٥، ص٤٤٧ ط دار الشعب. ٢ سورة المجادلة آية: ٢٢.
1 / 74