187

دعوة الرسل عليهم السلام

دعوة الرسل عليهم السلام

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٣هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٢م

Nau'ikan

﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ ١.
وعرف بالعدل، والإنصاف، والصبر، والتحمل، وعفة اللسان، ونبل الأخلاق، فكان هو هو بخلقه وشخصيته في كل أحواله، رغم تقلبها الواضح، وتنوع انقلابها وتحولها، فتارة هو في الجب، وأخرى في بيت العزيز ... ومرة في السجن، وأخرى واليا لخزائن أرض مصر.
وقد عاش ﵇ حتى تحققت رؤياه، ومات بأرض مصر ودفن بها، ثم نقل جثمانه إلى فلسطين في زمن موسى ﵇، يدل على ذلك ما رواه أحمد في مسنده عن أبي موسى الأشعري أن بعض الصحابة سألوا رسول الله ﷺ عن عجوز بني إسرائيل.
فقال ﵇: "إن موسى ﵇ حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل عنه الطريق، فقال لبني إسرائيل: ما هذا؟ قال له علماؤهم: إن يوسف ﵇ حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من أرض مصر حتى ننقل عظامه معنا، فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف؟ قالوا: ما علم أحد قبره إلا عجوز بني إسرائيل، فأرسلوا إليها، وأتوا بها، وسألوها عن قبر يوسف ... فانطلقت بهم إلى بحيرة فيها ماء، فأمرتهم أن يجففوا ماءها، فلما جففوها حفروا بها واستخرجوا منها عظام يوسف، فلما أقلوه معهم من أرض مصر، إذا الطريق مثل ضوء النهار" ٢.
وتحتاج الإحاطة التفصيلية بنشأة يوسف ﵇ ومعرفة أطوار حياته إلى دراسة موضوعات رئيسية في قصته، وأهمها:

١ سورة يوسف آية: ٢٣.
٢ مسند الإمام أحمد، والحديث صحيح صححه الهيثمي والألباني، والعظم يسمى به البدن، قصص القرآن ص٢٤٨.

1 / 193