دعوة الرسل عليهم السلام
دعوة الرسل عليهم السلام
Mai Buga Littafi
مؤسسة الرسالة
Lambar Fassara
الأولى ١٤٢٣هـ
Shekarar Bugawa
٢٠٠٢م
Nau'ikan
"النقطة الأولى": "التعريف بشعيب ﵇"
شعيب ﵇ نبي عربي، بعثه الله تعالى لقومه من العرب العاربة، وقد تميز شعيب ﵇ بالفصاحة والبلاغة، وحسن التوجيه والبلاغ، يقول عنه ﷺ: "أربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر" ١.
وكان بعض السلف يسمي شعيبا ﵇ خطيب الأنبياء؛ لما اشتهر به من دقة وفصاحة، وبلاغة في دعوة قومه لدين الله تعالى، وكان رسول الله ﷺ إذا ذُكر شعيب قال: "ذاك خطيب الأنبياء" ٢.
وكانت بعثته إلى قومه قبل زمن موسى ﵇ وهنا نلاحظ أن إسماعيل ﵇ كان رسولا إلى عرب جنوب الجزيرة العربية، وتشمل الجراهمة وهم أهل مكة، والعماليق، وأهل اليمن، بينما شعيب كان رسولا إلى عرب شمال الجزيرة العربية، حيث كانت مدين تسكن المكان الذي يتوسط بين مكة وفلسطين قريبا من "تبوك" الحالية، منذ زمن بعيد، وذهب بعض المفسرين إلى أن شعيبا كُف بصره لقوله تعالى: ﴿وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا﴾ ٣، قالوا: إن ضعفه بسبب العمى، وقد رده الله إليه سبحانه وتعالى٤.
ولما أصر قومه على الكفر، رحل شعيب والمؤمنون معه إلى مكة، وأقاموا بها حتى جاءتهم منيتهم فدفنوا بمكة، يذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه أن شعيبا ومن آمن به ماتوا ودفنوا بمكة، وقبورهم غربي الكعبة بين دار الندوة ودار بني سهم.
١ يبدو أن عروبة شعيب ﵇ المرادة في الحديث عروبة اللسان والإقامة؛ لأن نسبه يرجع إلى الكلدانيين.
٢ البداية والنهاية ج١، ص١٨٤.
٣ سورة هود آية: ٩١.
٤ انظر الكامل في التاريخ ج١، ص١٥٧.
1 / 159