Haske Mai Haske ga Mutanen Karni na Tara
الضوء اللامع
Mai Buga Littafi
منشورات دار مكتبة الحياة
Inda aka buga
بيروت
شعْبَان سنة تسع وَعشْرين وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدفن بالشبيكة من أَسْفَل مَكَّة بِوَصِيَّة مِنْهُ وحملت جنَازَته على الرؤوس وشيعه أَمِير مَكَّة عَليّ بن عنان ﵀. تَرْجمهُ الفاسي فِي تَارِيخه وَشَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه.
أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يَعْقُوب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الرضي بن الْمُوفق النَّاشِرِيّ بنُون ومعجمة الزبيدِيّ بِفَتْح الزَّاي الشَّافِعِي. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وَالْجمال الريمي وَالشَّمْس أَبُو ضوء وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث من أيبه وَالْمجد الشِّيرَازِيّ وَطَائِفَة وَكَانَ عَالما عَاملا فَقِيها كَامِلا فريدا تقيا ذكيا غَايَة فِي الْحِفْظ وجودة النّظر فِي الْفِقْه ودقائقه مَقْصُودا من الْآفَاق بِحَيْثُ ازْدحم عَلَيْهِ الْخَلَائق وتفقه بِهِ جمع كَثِيرُونَ فِي المملكة اليمنية وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من أهل بَيته الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَولده الْجمال مُحَمَّد الطّيب والفقيه موفق الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد والشرف بن الْمقري والكمال مُوسَى بن مُحَمَّد الضجاعي وَالْجمال بن الْخياط وَالْجمال بن كبن، ودرس بالصلاحية من زبيد وَغَيرهَا كل ذَلِك مَعَ التَّوَاضُع والتقلل من الدُّنْيَا وبذل همته للطلبة سِيمَا من أنس مِنْهُ الْفَائِدَة حَتَّى أَنه)
رُبمَا قَصده بِنَفسِهِ إِلَى مَوْضِعه وَإِذا عرض لأَحَدهم مَا انْقَطع بِسَبَبِهِ عَن الْحُضُور فِي وظيفته خرج إِلَى الْمدرسَة وَقَرَأَ مَا تيَسّر من الْقُرْآن كَأَنَّهُ للنيابة عَنهُ قيَاما بِمَا عَلَيْهِ من الْعهْدَة محتسبا لخطاه تِلْكَ وَفعله، ولي قَضَاء زبيد وأعمالها فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ إِلَى صفر سنة تسعين ثمَّ انْفَصل وَلم يدع لَهُ الْحق صديقا بِابْن عَمه مُحَمَّد بن عبد الله الْآتِي وَلم يلبث أَن أُعِيد فِي سادس عشر ربيع الآخر مِنْهَا فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ انْفَصل فِي ربيع الآخر من الَّتِي تَلِيهَا بالنفيس سُلَيْمَان بن عَليّ ثمَّ أُعِيد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَأَقَامَ دون شهر وضج مِنْهُ كثير من النَّاس سِيمَا أهل الدولة وَأَتْبَاع السُّلْطَان لما يُعلمهُ مِنْهُم من التَّعَدِّي والجور فَرَمَوْهُ عَن قَوس وَاحِدَة ونفرت طباع كثيرين عَنهُ فَصَرفهُ السُّلْطَان بأَخيه عَليّ مَعَ كَونه لم يكن يرضى للْقَضَاء غَيره لصلاحه وعفته وورعه ومعرفته وَكَونه بِأخرَة لَا نَظِير لَهُ وَلَكِن خوفًا مِنْهُم، وَجَرت لَهُ مَعَ الصُّوفِيَّة بزبيد لما أنكر عَلَيْهِم الِاشْتِغَال بكتب ابْن عَرَبِيّ واعتقاد مَا فِيهَا لَا سِيمَا الفصوص وشق ذَلِك على أكابرهم فتعصبوا عَلَيْهِ
1 / 257