94

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Nau'ikan

صاح ديفيد وهو ينفجر في البكاء: «أعطني حقيبتي ومالي، من فضلك.»

رد عليه الشاب بالكلام نفسه: «هيا إلى الشرطة!» ويده قابضة على ياقة ديفيد، لكنه غير رأيه، فقفز إلى العربة، وجلس فوق الحقيبة، وصرخ قائلا إنه سيذهب إلى الشرطة مباشرة، وانطلق بالعربة أسرع من ذي قبل.

جرى ديفيد وراءه بأسرع ما يمكنه، لكن نفسه لم يساعده على النداء. لقد كاد يدهس عشرين مرة على الأقل في مسافة نصف ميل. وظل مرة يفقده، ومرة يراه، ومرة يفقده من جديد، ومرة يسقط في الطين، ومرة يصطدم بذراعي شخص ما، ومرة يصطدم برأسه في أحد الأعمدة.

أخيرا، وبسبب ما أصابه من ارتباك من الرعب والحر، لم يعد يستطيع أن يجري؛ وظل يلهث ويبكي، لكنه لم يتوقف مطلقا عن الجري، وأثناء ذلك انعطف إلى منطقة جرينيتش، والتي علم أنها كانت في طريق مدينة دوفر، وفي رأسه فكرة جامحة تدعوه لمواصلة الجري حتى يجد عمته.

الفصل الخامس عشر

رحلته الزاخرة بالأحداث

لكن وعيه الذاهل عاد إليه بعدما وصل إلى طريق كينت روود؛ فجلس ديفيد على عتبة باب منزل من مجموعة منازل متلاصقة هناك، وكان مرهقا ومنهكا للغاية، وراح يتساءل ماذا عساه يصنع.

كان الظلام قد حل في هذا الوقت، ودقت الساعات معلنة تمام العاشرة عندما جلس يستريح على العتبة؛ لكن من حسن الحظ أنها كانت ليلة صيفية، والجو جميل.

ورغم كل ما كان فيه من الأسى لم ينو الرجوع؛ ولم يخطر بباله قط أن يرجع؛ وحالما التقط أنفاسه نهض وواصل السير.

ولم يكن في جيبه سوى ثلاث قطع نقدية من فئة نصف البنس، تبقت من الأجرة التي تقاضاها في الأسبوع الفائت؛ لكنه ظل يمشي مجهدا على نحو بائس، إلى أن مر مصادفة على محل صغير مكتوب فوق بابه أنه يشتري الملابس الرجالية والنسائية المستعملة. فأوحت لديفيد تجربته الصغيرة مع السيد والسيدة ميكوبر أن هذا المكان ربما يكون وسيلة لزيادة نقوده الضئيلة؛ لذا توجه إلى الشارع الجانبي المجاور، وخلع الصديري الذي يرتديه، وطواه بشكل أنيق تحت ذراعه، وعاد إلى باب المحل، حيث كان صاحب المحل جالسا يدخن وهو يرتدي قميصا بلا سترة فوقه.

Shafi da ba'a sani ba