20

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Nau'ikan

فترد السيدة جوميدج قائلة: «إنني لست كما أتمنى أن أكون، أنا بعيدة جدا عن ذلك. أنا أعلم حقيقتي. إن مشاكلي قد جعلت مني امرأة مناقضة. ليتني أتعود على احتمال صعابها، لكنني لا أستطيع. إنني أبث الضيق في البيت. أنا إنسانة بائسة وحيدة، ويجدر بي ألا أجعل من نفسي امرأة مناقضة هنا. إذا كان لا مفر من أن تناقضني الظروف، وأن أصبح مناقضة أنا الأخرى، فلتدعني أعيش مناقضة في ملجأ أبرشيتي يا دانيال؛ إنه ليجدر بي أن أدخل الملجأ، وأن أموت هناك، وأنال الخلاص.»

ثم تذهب السيدة جوميدج بعد ذلك إلى فراشها، وعندما كان ديفيد ينظر إلى السيد بيجوتي، وهو يتوقع أن يراه مغتاظا أو منزعجا، يجده لا يزيد على أن ينكس رأسه وعلى وجهه نظرة تعاطف عميق، ويهمس قائلا: «لقد كانت تفكر في رجلها.»

وهو يقصد الفقيد السيد جوميدج. وعندما أدخل نفسه في أرجوحته الشبكية ليلا، بعد واحدة من نوبات المشاكسة التي تعتري السيدة جوميدج، سمعه ديفيد وهو يردد بينه وبين نفسه: «المسكينة! لقد كانت تفكر في رجلها.»

يا للعجب! ما أسرع انقضاء هذين الأسبوعين! حيث كان هام في وقت فراغه يمشي مع ديفيد والصغيرة إيميلي، ويريهما القوارب والسفن، وقد أخذهما مرة أو مرتين في جولة على قارب ذي مجاديف. وبأسرع مما يتمنون حان في نهاية الأمر وقت العودة إلى البيت.

رافقت الصغيرة إيميلي ديفيد إلى الحانة حيث كانت عربة الحمال تنتظر، ووعدها ديفيد، وهو في الطريق، أن يكتب إليها.

لقد حزن الاثنان جدا لافتراقهما؛ وذلك لأنهما صارا صديقين مقربين للغاية؛ لكن كان عليهما أن يودعا بعضهما؛ وعندما بدأت عربة الحمال رحلتها إلى قرية بلاندستن، تذكر ديفيد، وهو يهتز سرورا، أنه سيرى أمه ثانية.

الفصل الثالث

غرباء في المنزل القديم

عندما اقتربا من البيت العتيق الحبيب إليهما، ومرا بأماكن مألوفة، ازدادت حماسة ديفيد للغاية، وأخذ يلفت انتباه بيجوتي إلى تلك الأماكن، ويبدي مدى توقه للارتماء بين ذراعي أمه.

ولسبب ما، لم تنخرط بيجوتي معه في فرحته العارمة، وإنما حاولت أن تكبحها بهدوء، وبدت مرتبكة غاضبة.

Shafi da ba'a sani ba