101

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Nau'ikan

كيف استقبلته الآنسة بيتسي

أخيرا، وفي اليوم السادس بعد هروبه، وصل إلى مدينة دوفر؛ حيث وقف بحذائه البالي، وجسمه المكسو بنصف الملابس، الذي لفحته الشمس وعلاه التراب، وبدا أن الصورة الخيالية قد تلاشت كما يتلاشى الحلم، وشعر بخوف وتشاؤم.

قابل ديفيد بعض الصيادين وسألهم إن كان بإمكانهم أن يخبروه أين تعيش الآنسة تروتوود. قال أحدهم إنها تعيش في منارة ساوث فورلاند لايت، وإن هذا قد تسبب في حرق سالفيها حرقا سطحيا؛ وقال آخر إنها قد ربطت بإحكام في الشمندورة الكبيرة خارج الميناء، ولا يمكن زيارتها إلا عند المد النصفي؛ وقال آخر إن بعض الناس قد رأوها راكبة على مكنسة عندما هبت الرياح الشديدة الأخيرة، وإنها توجهت مباشرة إلى مدينة كاليه الفرنسية.

بعد ذلك سأل سائقي عربات الأجرة، فسخروا منه أيضا؛ ثم سأل أصحاب المتاجر، لكنهم، ودون أن يسمعوه، قالوا إنه ليس لديهم ما يقولونه له.

لقد نفدت نقوده كلها، ولم يكن يستطيع أن يستغني عن أي ملابس أخرى ليبيعها. وهو يشعر بالجوع والعطش والإرهاق، وكان أكثر تعاسة وحرمانا من أي وقت مضى.

جلس ديفيد ليستريح على عتبة محل خال قرب ساحة السوق، وبينما هو كذلك مر سائق عربة أجرة من أمامه وسقط منه غطاء حصانه. فناوله ديفيد إياه، وكان في وجه الرجل شيء من الود شجع ديفيد على أن يسأله إن كان يعرف مكان سكن الآنسة تروتوود.

قال الرجل: «تروتوود، دعني أتذكر، أنا أعرف هذا الاسم. إنها سيدة كبيرة، أليس كذلك؟»

قال ديفيد: «بلى، كبيرة نوعا ما.» «ظهرها متيبس نوعا ما، أليس كذلك؟»

من جديد قال ديفيد بلى. «وتحمل حقيبة، وهي سيدة فظة، وتعنف الناس بقسوة؟»

وقع قلب ديفيد داخل صدره؛ حيث كانت هذه هي أوصافها التي حدثته عنها بيجوتي ووالدته.

Shafi da ba'a sani ba