20

Darsat Fi Al-Baqiyat Al-Salihat

دراسات في الباقيات الصالحات

Mai Buga Littafi

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Lambar Fassara

السنة ٣٣-العدد ١١٣

Shekarar Bugawa

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Nau'ikan

ومن فضائلها: أنَّ النبي ﷺ أخبر أنَّها أفضلُ الذِّكر كما في الترمذي وغيره من حديث جابر بن عبد الله ﵄ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "أفضل الذِّكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله" ١. ومن فضائلها: أنَّ من قالها خالصًا من قلبه يكون أسعد الناس بشفاعة الرسول الكريم ﷺ يوم القيامة، كما في الصحيح من حديث أبي هريرة ﵁ أنَّه قال: قيل: يا رسول الله من أَسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله ﷺ: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك لما رأيت من حِرصك على الحديث، أَسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه أو نفسه" ٢.

١ سنن الترمذي (رقم:٣٣٨٣)، وحسنه العلامة الألباني في صحيح الجامع (رقم:١١٠٤) . ٢ صحيح البخاري (رقم:٩٩) .

المطلب الثاني: مدلولُ ومعنى كلمة لا إله إلاّ الله إنَّ كلمة التوحيد لا إله إلا الله التي هي خير الذِّكر وأفضله وأكمله لا تكون مقبولة عند الله بمجرّد التلفّظ بها باللسان فقط، دون قيامٍ من العبدِ بحقيقة مدلولها، ودون تطبيق لأساس مقصودها من نفي الشرك وإثبات الوحدانية لله، مع الاعتقاد الجازم لما تضمّنته من ذلك والعمل به، فبذلك يكون العبد مسلمًا حقًا، وبذلك يكون من أهل لا إله إلا الله. وقد تضمّنت هذه الكلمة العظيمة أنَّ ما سوى الله ليس بإله، وأنَّ إلهية ما سواه أبطلُ الباطلِ، وإثباتَها أظلمُ الظلم، ومنتهى الضلال، قال الله - تعالى -: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِن مَن يَدْعُو مِن دُونِ اللهِ مَن لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعُآئِهِمْ

1 / 28